“صفر كبير” في كلاسيكو “فقير”!!
محمد الحتو
ستادكم نيوز – أداء هجومي متواضع غاب بسببه الحارسين كورتوا وشتيغن، وتوارى خلاله فينيسيوس ورافينيا في هجمات ريال مدريد وبرشلونة على التوالي! فظهر “الكلاسيكو” فقيراً حتى بدا المراقبون يتوسلون لمحة فنية ويستجدون المتعة في أجواء استهلك فيها جمهور الغريمين أنفاساً كثيرة قبل الزفير الأخير وإعلان برشلونة منتصراً!.
الفقر الهجومي بلغ مداه حتى أن الهدف الوحيد الذي انتهت عليه المباراة لبرشلونة جاء من “نيران صديقة” عبر المدافع البرازيلي ميليتاو في مواجهة دون المستوى من كلا الفريقين، وإن كان كل اللوم على مدريد مكتمل العناصر لكنه ظهر منزوع الدسم بأداء ركيك خالف كل التوقعات خصوصاً أن البارسا لعب على قدم واحدة بغياب الركائز ليفاندوفيسكي وديمبلي وبيدري!!.
نتساءل، إذا لم يكسب الريال في “سانتياغو برنابيو” وغريمه بأسوأ أحواله الهجومية، كيف سيقصي برشلونة من كأس الملك في مواجهة الإياب المقررة في 5 إبريل المقبل على أرض “كامب نو”؟!.
“الميرينغي” على غير العادة كان مفككاً وبلا جمل تكتيكية وبعيد عن الترابط والانسجام بعدما سقط أنشيلوتي في فخ تشافي الذي عرف تكبيل الريال وحرمه المساحات وكانت الخطة الدفاعية “الواقعية” أفضل سلاح متوفر بين يديه لتعطيل مفاتيح لعب الريال بنزيمة وفينيسيوس وشل حركة الظهيرين، بمعنى آخر: تشافي قطع الماء والكهرباء عن العاصمة مدريد!.
في المقابل، قهر برشلونة المستحيل بقيادة رجل المباراة دي يونغ، وتخلى عن نهجه الأزلي الهجومي وتحول إلى أتلتيكو مدريد أو تشيلسي بطريقته الدفاعية المستميتة حتى أن المباراة سجلت أرقاماً لا يمكن تصديقها لو كانت قبل نحو 10 سنوات، زمن الاستحواذ وحرمان الخصم الكرة وغزوات ميسي وانييستا وتشافي!.
تخيلوا، ريال مدريد يستحوذ 65 ٪ مقابل 35 ٪ فقط لبرشلونة، ويسدد 13 كرة لم تمر أحدها بين الخشبات فيما سدد لاعبو البارسا أكثر فاعلية ب4 تسديدات اثنتان منها بين خشبات كورتوا! ومرر الريال الكرة 680 مرة مقابل 380 فقط لبرشلونة!!.
“صفر كبير” للاعب مدريد فينيسيوس ومثله تماماً لجناح برشلونة رافينيا، الأول بدا مقيداً أمام المدافع الفذ أراوخو الذي أزعجه وأخرجه عن طوره فكاد يتعرض للطرد لولا رأفة الحكم به، أما رافينيا فلم يقنع وظهر بأسوأ هيئة هجومية على الإطلاق.
صورة برشلونة الدفاعية كانت مبررة وواقعية والمدهش تلك الروح القتالية والتنظيم المصحوب بهدوء عجيب قض مضاجع لاعبي ريال مدريد فينيسيوس وكارفاخال، فالأول ظن أنها مصارعة حرة فنطح دي يونغ وكاد يطرد لكثرة اعتراضاته على الحكم، أما الثاني فتلاسن مع بالدي، ودخل في مهاترات وملاسنات مع تشافي عند حدود المنطقة الفنية من شدة التوتر!.
أخيراً، نترقب موقعة الإياب الشهر المقبل مع عودة مصابي برشلونة، وتغيير الرؤية والمؤشرات الفنية لدى أنشيلوتي، لعودة الكلاسيكو الممتع والغني بالكرة الحقيقية!!.
*إعلامي أردني يعمل في الإمارات سبق له العمل في جريدة العرب اليوم