لكل صورة حكاية…..هذه قصة تعييني في وزارة التربية والتعليم
أ.د.فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – في شهر ايلول من عام 1969 كان كتاب تعييني من وزارة التربية والتعليم في اربد والتي لم ادخلها في حياتي الا مرورا في رحلة مدرسية عام 1963 وكان المقام فيها لليلة شتوية في مدرسة لا اذكر اسمها ، وامتعضت من التعيين، لكنني لا املك إلا الامتثال لاني كنت مبعوثا وملتزما بالخدمة في وزارة التربية والتعليم ولا خيار اخر، مع ان زملائي في البعثة إلى مصر العربية، من دفعتي جاء تعيينهم في العاصمة وحولها،
وشددت الرحال إلى اربد في الرابع عشر من ايلول 69, ووصلت ظهرا إلى مديرية التربية َالتعليم والتي سلمتني كتاب تحديد مركز العمل في ثانوية الامير حسن، والتي كانت آنذاك على الملعب البلدي وحجزت في فندق الامين في وسط المدينة، وكان لا بد ان اقضي نهار ذلك اليوم في بلد لا اعرف احدا فيها، ولجات إلى بائع الكتب على الشارع امام الفندق عرفت فيما بعد ان اسمه عطيه ، واشتريت كتاب تشي جيفارا والذي كان نموذجا لحركات التحرر في العالم، وقراته في سويعات قبل المغيب ، وخرجت امشي باتجاه الشرق في شارع بغداد حتى وصلت ما يسمى حاليا بدوار القيروان، والذي كان نهاية المدينة من الشرق في تلك الفترة، ومكثت ليلة طويلة في الفندق اتحاور مع ساكنيه، واكتشفت بينهم حارس مرمى لكرة القدم في احد الاندية العراقية والذي كان يخدم ضمن الجيش العراقي الذي حضر إلى الاردن في حرب حزيران عام 67،
وعندما توجهت في الصباح إلى المدرسة وتاخرت متعمدا وراقبت طابور الصباح حتى استطلع المدرسة عن بعد، ولما دخلت وسلمت الكتاب للمدير الطيب والانسان الرائع الاستاذ فؤاد الخصاونة اطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية والذي تعلمت منه الكثير في نظام الخدمة المدنية والقوانين الناظمة لها والتي كنت اجهلها، ولم يكن لدي الحماس للاستمرار بها ، وكنت ارتدي ملابس بسيطة لا توحي بانني مدرس يحمل درجة جامعية، وخاصة ان خريجي التربية الرياضية في تلك الفترة كانوا بعدد اصابع اليدين، وقد كنت وزملائي من اوائل الخريجين الذي عينوا في المدارس من حملة البكالوريوس في التربية الرياضية ، واعتقد المدير حينها انني طالب ارغب في الانتقال إلى المدرسة ولما فتح المغلف الرسمي، وقرا كتاب التعيين اعاد السلام علي مرة أخرى واصطحبني إلى غرفة الادارة والتي كان يشاركه فيها سكرتير المدرسة المرحوم الكاتب والاعلامي والاديب الاستاد جورج حداد، وطال الحديث عن التخصص والدرجة العلمية الجامعية باستغراب ،
وكانت الدراسة آنذاك في تخصص التربية الرياضية مقتصرا على بعثات إلى مصر والعراق، وبدات رحلة العمل َالوظيفي، والتي التقيت فيها بكوكبة من مدرسيي التربية الرياضية في تلك الفترة ، وكان اللقاء الاول والذي يظهر موثقا في هذه الصورة بساحة المدرسة، وهم المرحوم الاستاذ والحكم الدولي المعروف احمد باش والاستاذ محمود فالح البطاينة امد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية لاعب كرة اليد في النادي العربي وعضو الاتحاد الاردني لكرة اليد في سبعينيات القرن الماضي، واتجه بعدها نحو الادارة المدرسية والتربوية، ولم تمض شهور قليلة حتى تعرفت على المدينة واهلها،
وكان نادي الحسين الرياضي قد انتقل حديثا الى مقره الحالي من وسط المدينة ليتشابك مع المدرسة في الملعب البلدي، مما كان لا بد من التعامل معه بحكم الجيرة، ولقصة الالتقاء بلاعبيه وادارته والبدء في الانتساب اليه والتي كانت بعد مدة لا تزيد عن اشهر من الدوام في المدرسة، والتي سنسردها في خاطرة جديدة قادمة .
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك