حدث هذا ….حكام المونديال
فايز نصّار
ستادكم نيوز – يساهم الحكام في وصول مراكب مباريات المونديال القطري إلى شواطئ السلامة ، رغم بعض الزلات غير المقبولة ، والتي مرت على أحدث التقنيات ، التي استحدثت في هذا المونديال ، والتي تجعل الاخطاء التحكيمية صداعاً في رأس كرة القدم ، لأنّ بعض جزئياتها يعتمد على تقديرات البشر !
واستقدمت الفيفا 129 حكماً في مختلف المهمات ، منهم 36 حكمًا للساحة ، و 69 حكمًا مساعدًا ، و 24 حكماً مساعداً بالفيديو ، مع توزيع مفهوم لهؤلاء الحكام ، فكان نصيب أوروبا من حكام الساحة 11 حكماً ، ونصيب كلّ! من آسيا وأفريقيا ستة حكام ، ونصيب أمريكا الجنوبية سبعة حكام ، ونصيب اللكونكاكاف خمسة حكام ، وحكم واحد من أوقيانوسيا ، مع التوضيح أن القائمة تضم ثلاث من النواعم ، هن الفرنسية ستيفاني فرابار ، والرواندية سليمة موكانسانغا، واليابانية يوشيمي ياماشيتا .
ويتقاضى الحكام ، الذي أهلتهم قدراتهم للتواجد في المحفل المونديالي ما متوسطه70 ألف دولار لحكم الساحة ، وهذا ما حصل تقريباً في مونديال روسيا ، ولكن الأكيد أنّ الأمور المالية لا تعني الكثير بالنسبة لمن لهؤلاء ، حيث يذكرنا أستاذنا الدكتور فايز أبو عريضة بخاطرة لصديقه الدكتور محمد السكران جاء فيها : ” بأن الحكم يمثل دولته عندما يقود المباريات ، وترفع أعلام دول طاقم الحكام في المباريات ، أو يشار اليها في المنصات الاعلامية والرقمية والفضائيات .
لذلك يرى الدكتور أبو عريضة أنّ الحكم الناجح خير سفير لوطنه ، لأنه يمثل العدالة ، ويعطي صورة ناصعة عن بلده ، وهذا ما يجب أن لا ننساه عندما نراقب ، أو نتابع الأحداث ، أو نعلق عليها في مونديال قطر2022 ..
والحق يقال : إن لجنة حكام السيد كولينا اجتهدت في اجتذاب أفضل الحكام المعروفين ، ولكن ذلك لم يحل دون تسرب بعض غير المؤهلين لهذا المحفل ، ومنهم الزامبي سيكازوي ، الذي أنهى لقاء تونس مالي في أمم أفريقيا مطلع هذا العام وقته بخمس دقائق ، بما أحدث أزمة تحكيمية في القارة السمراء ، ولا يقل عن ذلك ما فعله الغامبي غاساما ، الذي ذبح الجزائر على رؤوس الأشهاد في آخر مباراة من التصفيات ، والدليل موجود عندما يتعلق باعتراف من نجم الكاميرون محمدو إدريسو ، والاعتراف سيد الأدلة يا عشاق الجلد المنفوخ .
ولذلك شاهدنا ارتباك سيكازوي في قيادة مباراة بلجيكا وكندا ، وعجزه عن تحمل المسؤولية في أكثر من موقف ، وشاهدنا أيضاً ضربة جزاء قال المحلل جمال الشريف : إنها غير صحيحة للأرجنتين على السعودية احتسبها الحكم الايطالي واورساتو ، وضربة جزاء قال الخبير جمال الغندور : إنها غير صحيحة للبرتغال على غانا احتسبها الحكم الأمريكي – المغربي الاصل – اسماعيل الفاتح .. وغير ذلك كثير ! .. يؤكد ذلك أن صاحب الخبرة الكبيرة ، الذي يحظى باحترام في اوساط التحكيم بالفيفا ، الدكتور الفلسطيني كمال طالب كانت له تحفظات على وجود بعض الحكام ، من بينهم الثلاثي الفاتح ، احتسبها الحكم الايطالي واورساتو ، وسيكازوي ، الذي حصل على تقييم سبعة من عشرة بعد ادائه المرتبك في لقاء كندا بلجيكا ! .
وعلى عكس الحكام المذكورين نرى بأنّ الحكام العرب كانوا في مستوى الثقة بهم ، في انتظار أن يذهب رجال صافرتنا العربية بعيداً في هذا المونديال ، كما فعلوا في المونديال الفرنسي ، عندما قاد علي بوجسيم نصف النهائي ، وقاد المرحوم سعيد بلقولة النهائي ، فشَمّروا عن سواعد الجدّ يا عبد الرحيم الجاسم ، ومحمد عبد الله ، ومصطفى غربال .
ولا يختلف اثنان في أنّ مستوى المنتخبات المشاركة في مونديال الصحراء العربية متقارب ، حيث لم تسفر الجولة الأولى من مرحلة المجموعات ، إلا عن نتيجتين عرضتين لإيران ( 6/2 ) مع انجلترا ، وسباعية اسبانيا في مرمى كوستاريكا .
لذلك يرى كثير من المحللين انّه يجب على اتحاد اللعبة إعادة ترتيب أوراق المتأهلين مستقبلاً ، خاصة وأنّ العالم يستعد لمونديال الدول الثلاثة ، الولايات المتحدة ، وكندا ، والمكسيك بمشاركة 48 منتخباً سنة 2026 ، والأمر يقتضي إعادة نظر مهنية في توزيع المقاعد على القارات ، لأنّ قارة آسيا مثلاً ، التي خرجت بفوزين على منتخبين في جعبتهما ستة كؤوس عالم تستحق أكثر من 4 مقاعد ونصف ، ومثلها قارة افريقيا ، التي حتى لو خسرت منتخباتها السنغال ، والكاميرون ، وغانا ، فانا خساراتها كانت بعد عرض جيد ، وبصعوبة أمام منتخبات الصفوة ، دون أن ننسى التعادلين السلبيين لتونس ، والمغرب أمام الدنمرك ،وكرواتيا .
كما يجب على اتحاد اللعبة تطوير معايير التأهل ، والبحث عن آليات أكثر عصرية ، تحافظ على القاعدة الإقليمية ، وتضيف لها لقاءات مشتركة بين مختلف القارات ، حتى لا نرى مونديالاً تشارك فيها كوستاريكا ، وتغيب عنه ايطاليا ، والسويد ، وروسيا ، ومصر ، والجزائر ، وساحل العاج .
*إعلامي فلسطيني