“عبقرية” الأندية في مواجهة موسم صعب
خالد الخطاطبة
انفض سامر الموسم الكروي الماضي 2022، وبدأت إدارات أندية المحترفين بعملية جرد الحسابات، التي كشفت عن «بلاوي» ومصائب مالية تحتاج إلى ميزانيات لحلها، ناهيك عن المصائب المالية التي ما تزال في الطريق، نتيجة الشيكات والشكاوى والقضايا المنضوية تحت بند «قيد الطبخ».
عندما نتحدث مع رؤساء أندية، للوقوف على خططهم للموسم الكروي المقبل الذي ما يزال في غياهب الجب، تصطدم بردود يملؤها الإحباط عند الكثير من مسؤولي الأندية، ممن أعادوا حساباتهم، ووجدوا أن أنديتهم خرجت من الموسم المنصرم بمديونية كبيرة لا يقوون على تسديدها، وأن القادم ليس أجمل، كون المؤشرات ترجح أن يمتد الموسم الجديد لأكثر من عام، ما يستدعي تأمين مئات الآلاف من الدنانير، لتسديد متطلبات «فترت السبات» التي خلدت إليها أندية الكرة حاليا، وتمتد على أقل تقدير إلى أربعة أشهر، ستكون خلالها الأندية ملزمة بدفع رواتب لاعبيها المستمرة عقودهم، كما ستكون ملزمة أيضا أمام جماهيرها بتجديد عقود لاعبين أو التعاقد مع نجوم جدد للموسم الكروي المقبل إذا ما أرادت تلك الأندية تحقيق النتائج الطموحة.
المؤشرات لا توحي بخير قادم، فالحديث مع الأندية يقودك من إحباط إلى آخر.. فالديون المتكدسة لا حل لها في ظل اعتماد أغلب الأندية على «تكية» ومعونة اتحاد كرة القدم، ونفقات الموسم المقبل تتطلب ميزانية خاصة لإبرام التعاقدات وتجديد العقود، ودفع رواتب اللاعبين الجالسين في منازلهم خلال فترة السبات الكروي في الأردن.
الواقع الحقيقي والمرير في الأردن، هو أن عددا من الإدارات تكشف عن عبقرية في التخطيط، ولكن هذه العبقرية تتجه للتخطيط في كيفية الدخول في حرب مع إدارة سابقة أو لاحقة، أو مقارعة خصوم داخل النادي، أو في كيفية التصدي لـ»هجمة إدارية مرتدة»، الأمر الذي يستنفد «عبقرية» الإدارات في حروب جانبية، وتتناسى المهمة الحقيقية التي جاءت من أجلها… المطلوب الآن من الإدارات أن تخرج من ساحة الحروب الجانبية، وتسخر عبقريتها لمصلحة الأندية بالاستثمار والتخطيط، لمواجهة موسم كروي ربما يكون الأصعب على الأندية.