صالح الراشد يكتب…افتتاح أنيق لكأس العالم .. والرسالة وصلت
صالح الراشد
ستادكم نيوز -وصلت الرسالة القطرية العظيمة في افتتاح كاس العالم لسكان الكرة الأرضية قاطبة، بأن كرة القدم لعبة السلام والأمان والمحبة، وأنها تجمع ولا تفرق ولا تعترف بلون معين على حساب الآخرين، ولا تعتبر نوعية من البشر فوق بقية الجنسيات، فكرة القدم لعبة المتعة والجمال والإنسانية والمساواة والعدل، لذا فقد بدأ حفل الافتتاح بآيةٍ من الذكر الحكيم أجملت معاني التعامل البشري، وكانت رسالة فوق جميع وصايا وقوانين وأنظمة البشرية جمعاء وتمثلت بقول الله تعالي: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.
الافتتاح بأناقته حمل التاريخ القطري من بداية نهضته حتى اليوم، ومنذ ولادة كرة القدم كلعبة تُمارس على الملاعب الترابية إلى لعبة تستضيفها أروع ملاعب العالم، وأظهرت قطر ببيوتها القديمة التي نمت وكبرت حتى أصبحت أبراج تعانق السماء، وتحولت شواطئها من ميناء قديم إلى ميناء حديث محاط بعشرات الفنادق الفاخرة، فيما الشوارع البسيطة تحولت إلى إحدى أضخم شبكات المواصلات، لنجد أن الافتتاح أظهر للحضور نهضة سريعة ومَدَنِية متفوقة، لتغدو قطر أحدى أحدث دول العالم وأسرعها في التحول.
ورغم المَدَنِية التي مرت بها البلاد إلا أنها حافظت على تاريخها وإرثها وجعلت نهضتها تنمو من خلالهما، وتمسكت بتعاليم الدين الإسلامي لنستمع للقرآن الكريم للمرة الأولى في حفل افتتاح منذ قرن تقريباً، كما شاهدنا الإبل التي تمثل جزء هام في التراث الخليجي، لتتحول الإبل من نقطة تنمر يمارسها الغرب على العرب إلى نقطة فخر يعتز بها الجميع كونها موروث تاريخي، كل هذا كان وسط حضور تاريخي لملوك ورؤساء العرب والقوى الإقليمية الذين أبدوا اعجابهم بالحفل الأنيق الذي طافت رسالته العالم أجمع في لحظات.
آخر الكلام:
البساطة تدخل القلوب سريعاً ودون استئذان، وهذا ما شاهده الجميع في افتتاح كاس العالم في قطر، فبساطة العرض ووضوح الرسالة جعل الجميع يصفق لقطر، وجعل العالم يدرك أهمية السلام والأمان، وهي اللغة التي يدركها من يحملون جينات الإنسانية في دمائهم، ويبثون روح المحبة بأفعالهم، فالرسالة العظيمة تبدأ بكلمة وحُلم وتنتهي بفعل عظيم.