الأهداف حياة كرة القدم أما اللعب فهو تفاصيل
زياد الحمد
ربما كان عادلا أن لا تحفل كرة القدم، ومنصات التتويج إلا بالفوز وتسجيل الأهداف، بعيدا عن مقولة اصطلحت عليها الصحافة ، “لعب فريق كذا وفاز فريق كذا”، في حين تصف مباراة لعب فيها أحد الفريقين بقوة وقدم عرضا جيدا، لكنه لم يسجل. فيما لم يؤدّ الفريق الآخر كما ينبغي لكنه سجل وفاز ..
وكل الملاحظات والمشاهد تؤكد على ضرورة الهدف فهو وسيلة الفوز، من هنا لم تعتمد بعض المدارس الكروية المزيد من التمريرات وصولا للمرمى ، واكتفت بعدة نقلات وانطلاقة أحد الأجنحة، أو اختراق مباشر في العمق، أو تسديدة قوية من خارج الصندوق.. هذا في مقابل بعض المدارس التي تعمل على تجويد تمريرها وتنويعه وإطالته، واستعراض مهارات اللاعبين قبل التوجه للمرمى والقيام بالتسجيل!!
ومع كل هذا الاهتمام والأهمية، هناك ندرة في الهدافين، أصحاب اللمسة الأخيرة التي تحمل الكرة للمرمى، كما أن هناك تفاوتا نسبيا بين مواهب الهدافين وأحيانا فروقات كبيرة في الفرص التي يسجل كل هداف منها، فماردونا أو ميسي ليسا بحاجة ماسة لفرص سانحة ومؤكدة لأنهما وبما لديهما من مهارة قادران على التسجيل من أنصاف الفرص و ربما من أرباعها اذا جاز التعبير، فيما كان روسي وباجيو على سبيل المثال بحاجة إلى فرص جاهزة تقريبا لصنع الهدف.
وثمة سؤال مركزي: لماذا تضيع فرص التهديف؟ هذا السؤال لا يمكن لأحد الإجابة عليه بنحو دقيق إلا من قبل اللاعب نفسه، أو محلل الأداء الخبير الذي يتابع الأداء ويدون ملاحظاته.. واقتراحي هنا أن يتم تنظيم ورش عمل فنية، أو محاضرات يجتمع فيها الهدافون سواء على صعيد الأندية، أو النادي بحضور خبراء حقيقيين، ومحللي أداء من ذوي الخبرة ويتم سؤال اللاعبين عن سبب إضاعتهم للفرص التي من المهم عرضها لتتم مشاهدتها ولتعم الفائدة