أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – قبل ان نشهد التطورات في تكنولوجيا المعلومات والمنصات الرقمية ،كان مدرب كرة القدم ينال الاطراء والمديح من اعداد بسيطة في الملعب احيانا من الجمهور بهتافات التشجيع والثناء او العكس تماما والتي قد تصل الى الشتائم تبعا لمستوى المباراة وعدد المشاهدين ونتيجتها
، وكان المدربون سابقا يتعرضون لمثل المواقف من بعض اعضاء الادارة او النادي او الجمهور المتابع للتدريبات او على الصحفات الرياضية وكانت كلها تحت السيطرة الى حد ما ولا تخرج عن المالوف في معظمها.
اما اليوم بعد ان اصبح كل من يمتلك هاتفا ذكيا صحفيا ومحللا وخبيرا في كرة القدم ،ويبدا قبل المباراة بايام بالتحذير وابداء النصيحة في تشكيلة الفريق والتحليل والتنظير علما بان الكثير منهم لا يجيد القراءة والكتابة ،ولا ينتظرون المبارة حتى تنتهي وتبدا الدعوات بتغيير اللاعب فلان ولماذا لا يوجد في التشكيلة الاخر ،ولهم راي في كل هجمة على المرمى او ابعاد كرة عنه ، وبعد نهاية المباراة تبدا الاسهم بالصعود في البورصة على المنصات في حالة الفوز وقد يعزي البعض ذلك إلى نصائحه، وتنزل الاسهم الى ادنى مستوى عند الخسارة ويرجعون بذلك الى عدم الاخذ بارائهم ونصائحهم رغم ان بعضهم لم يحضر المباراة ،ولكن لا بد من الحضور على صفحته بالتعليق وبالاشادة او الشتيمة للمدرب تحديدا لانها تكلفه شيئا ،،
يا سادة يا كرام الكثير منا لا يعرف الفريق وظروف اللاعبين وقدراتهم واحوالهم التي تتغير بين لحظة واخرى ، والجهاز الفني هو الاقرب اليهم من كل الناس ويعرف تفاصيل التفاصيل عن كل لاعب ،وليس بالضرورة ان نعرفها جميعا ،ولكل مباراة ظروفها وقد يجتهدوا ويخطئوا ويصيبوا وهم بشر في النهاية ، ولذلك رفقًا بهم وعائلاتهم وخاصة ممن يحترفون الشتائم في المدربين واهلهم ، لان البعض لا يفهم ولا يقبل الا الفوز وخاصة على فريق بعينه من الاخوة الاعداء ‘
اما انتم ايها المدربون الاكارم فانني اتقدم لكم بنصيحة ابوية واخوية بان تغلقوا صفحاتكم على المنصات الرقمية ،لانها تاخذ من وقتكم وتستهلك اعصابكم وانتبهوا لفرقكم وابعدوا اللاعبين عن المنصات بكافة اشكالها واخبارها والوانها ،
ومع هذا ستبقى اسهمكم اكبر الاسهم صعودا وهبوطا في بورصة السوشال ميديا وخاصة ان تجار البورصة يجهلون التعامل مع بورصة المدربين لصعوبة التكهن بالمستقبل ،
والله المستعان على الجاهلين.
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك
-الصورة تعبيرية