صالح الراشد يكتب…اتحاد كرة القدم يفكر باتجاه واحد..!!
صالح الراشد
ستادكم نيوز – لا زال الاردنيون يختلفون حول موقف اتحاد كرة القدم بإقامة لقاء الوحدات والفيصلي في مسابقة كأس الاردن دون جمهور، فهناك من يؤيد هذا القرار على أساس أنه يخفف من حدة المشاكل المستعرة على مواقع التواصل الإجتماعي، وهناك من يرفض عدم حضور الجماهير على أساس ان كرة القدم بلا جمهور لا تعادل شيء، والبعض يعتبر ان غياب الاشخاص المدربين في التصدي لشغب الملاعب هو السبب وراء القرار، والبعض يتوقع أن تقام عديد المباريات القادمة دون جمهور، لنشعر بأننا قد عدنا لعصر كورونا.
وهنا لم يتنبه أصحاب القرار في اتحاد كرة القدم كونهم يفكرون بخط مستقيم لا يوصل للهدف كما يعتقدون، ولم تتنبه معهم الحكومة لضعف القرار، ففي الأردن لا تستطيع جميع الأحزاب لو اجتمعوا على صعيد واحد من جمع اثني عشر ألف مناصر، وينسحب الأمر على الحكومة التي لو تواجدت برئيس الوزراء والفريق الوزاري في أي مكان فلن يحضر لمشاهدتهم والاستماع لهم أكثر من ألف موظف في تلك الوزارات، وينطبق الأمر على النواب والأعيان حيث لن يذهب لمشاهدتهم في أي موقع وتحت أي ذريعة عدد يعادل نصف من يتابعون لقاء الوحدات والفيصلي.
وهنا بيت القصيد فقمة القطبين هي عرس كروي بعد أن أجمع غالبية أبناء الأردن على حب وعشق الفريقين، وبالتالي كان على منظومة الدولة أن تتعامل بذكاء مع تواجد هذا العدد الضخم في ملعب واحد، وكان عليهم تحويل الحدث إلى عرس وطني يبدأ من لحظة دخول المشجع لمدينة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في القويسمة أو مدينة الحسين الرياضية، بنشر الحالة الوطنية الايجابية من صور للوطن وتقديم مشاهد للتطور الاردني في كل عام حتى يُشاهد من يتابع اللقاء النهضة الاردنية التي جاءت بأيدي اردنية، وحتى يشعر بأن صوته الايجابي مطلوب وان دوره في البناء قادم.
لكن ما نشاهده بأن القائمين على تنظيم اللقاء لا يركزون في جميع الاتجاهات ويفكرون بطريق مستقيمة، رغم وجود عديد الأفكار التي لا تتعارض مع نظام الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالتركيز على الإنسانية والأخوة ونشر المحبة، وهي أمور سهلة لكن مشكلة الاتحاد الاردني أنه يخلوا من الخبراء القادرين على التفكير الشمولي ويعتمد على من يفكرون باتجاه واحد، لذا تبقى القضايا عالقة دون حلول رغم سهولة الحلول وجمالها وأهميتها في بناء الوطن وزيادة خوف الجماهير على كل ذرة فية، وعلى زيادة العلاقات الإنسانية بين المتواجدين على المدرجات لتخرج المباريات بصورة جميلة وطنية تخدم وطن الأمن والأمان، لكن في ظل القصور ونقص الخبرات لن نجد أي تغير.
وقد يعتبر البعض ان وجود إدارات في الأندية تفكر بذات طريقة الاتحاد وتكتفي باحراز لقب أمر مثبط للفكر الشمولي، وهذا أمر غير حقيقي كون علاقات اللاعبين تفوق فكر الادارات وتسمو فوق فكر الإدارات، وهي علاقات قادرة على تغير قوة وسائل التواصل الاجتماعي السلبية واضعافها وتقوية الفكر القويم الباحث عن رفعة الوطن ونصرته ونهضته، لذا فإن دمج الأخلاق السامية للاعبين مع برامج الارتقاء بالوطن ستجعل من قمة القطبين مهرجان وطني شمولي بدلاً من أن يكون اللقاء إعصاراً يقتلع الأخضر واليابس، فهل يدرك الاتحاد أخطاءه ويقوم على معالجتها ويرتقي بفكره ليصبح شمولياً بدلاً من الفكر ذو الاتجاه الوحيد أم سنبقى ندور حول أنفسنا ونعاني مع كل لقاء.؟