فشل الاعلام الرياضي في ملىء الفراغ
د. فايز أبو عريضة
يلعب الاعلام بكافة اشكاله المقروء والمرئي والمسموع والمنصات الرقمية حديثا في تشكيل الراي العام الايجابي نحو الرياضة سواء بالتعريف بدورها في تعديل السلوك والتاثير الايجابي في شخصية الممارس والمتابع والمشاهد،
ومن خلال تتبع ديناميكي لما يكتب على المنصات الرقمية هذه الايام تحديدا نجد الهبوط في مستوى الحوار والتراشق الاكثر هبوطا بين مجموعات جاهلة وفاقدة للوعي والادراك بما يدور حولها ،
والامر الاخر هناك من يهوى صناعة الفتن ويستمتع بتداعياتها لمرض او لغاية ، والاخطر من ذلك ان توظف مثل هذه المناكفات من قبل الانتهازيين لتصفية حسابات شخصية لفشله في أنتخابات سابقة او الدعاية لانتخابات قادمة حتى لو قامت حرب البسوس وسالت الدماء في الملاعب لا قدر الله ،
وهناك من يختزن في صدره احتقان اجتماعي او اقتصادي يجد في الملاعب والمنصات الرقمية المكان المناسب لاثارة العقل الجمعي الغوغائي في المدرجات بالصراخ والاساءة للغير دون حساب او متابعة،
وعلى اصحاب القرار في الحكومة وكل من يعنيه الامر ان يحاسبوا كل من يحول ساحات كرة القدم الجميلة الى ميدان للصراع بين الوحوش احياء للجاهلية الاولى ،او اقتداء بنيرون روما الذي احرقها للمتعة الشخصية ،
وعلى الاعلام الرسمي بكافة اشكاله ان يؤدي دوره الايجابي بامانة لان بعضه يقف متفرجا بإدعاء الحياد .وهو في باطنه متحيز ومغرض مما افقده الثقه والاحترام ، ولولا هوس متابعة المباريات لدى الجمهور فلن تجد من يقرا لهم او يستمع اليهم او يشاهدهم ،
وترجع الاسباب الى غياب البرامج التوعوية والثقافية في الاعلام الرياضي والتركيز على الاشخاص والعلاقات مما ادى تسطيح البرامج وانعدام التاثير الايجابي في متابعيها ، اضافة الى التطفل على منهة الاعلام من بعض الاميين والجهلة والذين يفتقرون الى الحد الادني من المتطلبات المهنية والاخلاقية ،وبعضهم مصاب بانفصام الشخصية تتفاوت اقواله وكتاباته من ساعة لاخرى تبعا للموقف الذي يواجهه ،ومنهم من يوظف قلمه او صفحته لمصالحه الشخصية مما افقده الاحترام والحيادية في غياب الرقابة الذاتية والمهنية،
وقد وصل الانفصام الى الذين يفترض انهم قادة ومسؤلين في الاعلام الرياضي ،وماخفي اعظم ؟؟
*العميد الأسبق لكلية الرياضة في جامعة اليرموك