راموس مدافع خارج السيطرة.. مطرود 28 مرة!!
محمد الحتو
لكل لاعب جانب مضيء وآخر مظلم.. رونالدو أسطورة لكنه “نرجسي”، ميسي كوكب كرة القدم بشخصية غير مفهومة، ابراهيموفيتش عملاق لكنه متكبر، محمد صلاح نجم كبير يفتقد الكاريزما والتعامل مع “السوشيال ميديا”!.
كل تناقضات هؤلاء طبيعية ضمن حدود المعقول والمقبول، غير أن سيرجيو راموس لا يمكن تقبل تناقضاته في الملعب، ورغم ذلك يصنف بأنه أحد أبرز المدافعين الذين مروا على تاريخ كرة القدم!.
بالأمس، تلقى راموس البطاقة الحمراء رقم 28 في مسيرته الكروية ليسجل اسمه اللاعب الأكثر تعرضاً للطرد في ملاعب كرة القدم العالمية، وذلك بعد تدخله العنيف على لاعب استاد ريمس بالدوري الفرنسي ليحصل على بطاقة صفراء ولأنه راموس العنيد شديد الغضب، سريع الانفعال، فقد اعترض بعنف على الحكم ووجه له كلمات نابية أساء فيها لوالدته فأشهر الحكم في وجهه البطاقة الحمراء المباشرة!.
علامات استفهام كبيرة على مسيرة راموس، البعض يعتبره أفضل مدافع في التاريخ، والآخر لا يصنفه كذلك ويصرّون على أنه لو لم يكن لاعباً في أعظم نادٍ بالتاريخ ريال مدريد ويسجل أهدافاً رغم أنه قلب دفاع لما تسلطت عليه الأضواء بهذا الشكل!.
هو مدافع شرس وعنيف، لمسته جميلة على المرمى منحته لقب “المدافع الهداف” فتضاعفت شعبيته حتى بلغ من الكبر ما دفعه لإملاء شروطه على النادي الملكي الذي بدوره لم يرتضي بهذا المشهد فتخلى عن فكرة تمديد عقد قائد الفريق دون أن يتأثر لاحقاً بدليل فوزه بالدوري الاسباني ودوري ابطال أوروبا الموسم الماضي!.
راموس لم ينجح في خطوته ودفع الثمن بمغادرة مدريد نحو باريس سان جيرمان الذي لم يستفد منه إطلاقاً في الموسم الماضي لكثرة إصاباته فيما لا يزال الحكم عليه ضبابياً هذا الموسم بانتظار المواعيد الكبيرة والحاسمة بدوري الأبطال تحديداً إذ لا يمكن تقييمه أمام مونبيلييه وليل ونانت وحتى موناكو!.
المدافعون شخصيات عنيفة وراموس أكثرهم حدة وقسوة في الطباع حتى أصبح تعرضه للبطاقة الحمراء أمراً عادياً، وفي الوقت الذي مرّ على عالم الكرة لاعبون لا يعرفونها أصلاً مثل كريم بنزيمة المتفرغ تماماً للعب النظيف، فإن لاعبون متهورون خذلوا فرقهم ودفعوها للعب منقوصة العدد مثل لاعب برشلونة السابق المكسيكي رافاييل ماركيز (21 بطاقة حمراء)، البرازيلي فيليبي ميلو (21 بطاقة)، لاعب أتالانتا ونابولي السابق الايطالي ماتيو كونتيني (20 بطاقة حمراء)، الإسباني فرناندو أموريبييتا لاعب فولهام الإنجليزي السابق (19 بطاقة)، ومهاجم ميلان السويدي زلاتان ابراهيموفيتش (15 بطاقة).
البطاقة الحمراء ليست لعنة على اللاعب الذي تشهر في وجهه فحسب وإنما على الفريق بأكمله خصوصاً عندما تكون المباراة حساسة وعلى لقب كبير !.
نتساءل، لو لم يسجل راموس 128 هدفاً في مسيرته رغم كونه مدافع، هل كانت النظرة له بأنه أفضل مدافع في التاريخ كما يقولون لاسيما أنه غير منضبط سلوكياً وتكتيكياً منذ كان مدريدياً؟!.
*إعلامي أردني يعمل في الإمارات- سبق له العمل في جريدة العرب اليوم