صالح الراشد يكتب…هل تم تنظيم البطولة الرباعية عبر الهاتف..؟!!
صالح الراشد
ستادكم نيوز -موقف غريب ومُثير للعجب قام به الاتحاد الأردني لكرة القدم، موقف يختلف عن مواقفه السابقة ، حين قرر نقل مباريات البطولة الرباعية من استاد الملك عبدالله الثاني إلى استاد عمان الدولي، والسبب أن أرضية الملعب غير مناسبة لإقامة البطولة عليها، بل ذهب البعض إلى أنها لا تصلح لممارسة كرة القدم، وذهب آخرون لأبعد من ذلك إلى أن أرضية الملعب ستزيد من إصابات اللاعبين بعد إصابة عدد من اللاعبين بسبب عدم ملائمتها لممارسة كرة القدم، ويبدو أن اتحاد اللعبة القائم على الاحتراف في العمل “لا قدر الله” قد تفاجأ بأرضية الملعب المهترئة، وهذا يعني ان أي من كوادر الإتحاد لم يتحرك لزيارة الملعب قبل البطولة، كون حجم الخراب لا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها، لنجد أن الدمار الحقيقي ليس في الملعب بل بالمنظومة القائمة على إدارة كرة القدم.
وما أثار الإعجاب والاستغراب في آن واحد غضبة إتحاد كرة القدم من سوء أرضية استاد الملك عبدالله، وكأن بقية الملاعب الأردنية بخير وصالحة لممارسة كرة القدم وتوفر الحماية للاعبين، وكأن استاد الامير محمد في الزرقاء لم يتسبب في إصابة عشرات اللاعبين ومنهم نجوم في المنتخب الوطني، فيما ملعب العقبة يشكل رعباً حقيقياً للمدربين وللاعبين خوفاً من الاصابات، فالاتحاد بلجانه العاملة والنائمة لم يهتز لهم جفن وهم يُشاهدون اللاعبين يتساقطون في بطولة الدرع لانها بطولة محلية، ولا يُسمح للمدربين واللاعبين من الشكوى، وعليهم تقبل الأمر بالقوة الجبرية، لكن حين انتقد لاعبو وإعلام الدول العربية المشاركة في البطولة الرباعية أرضية الملعب، ارتج الاتحاد وقرر نقل المباريات المزمع اقامتها على ملعب الملك عبدالله إلى استاد عمان الدولي الذي يحتاج للكثير حتى يُقال عنه ملعب، وهنا نفكر بصورت مرتفع، هل تدمير لاعبينا أمر جائز وقانوني وحماية لاعبو المنتخبات واجب؟، فالأصل يا اتحاد كرة القدم حماية جميع اللاعبين بغض النظر عن جنسيتهم.
لقد ظهر جلياً من ردود الفعل ان الاتحاد يستقوي على الأندية المحلية ويمنعهم من التعبير عن رأيهم في الملاعب وصلاحيتها، وحتى وان سمح لهم بالحديث سيُغلق أذنيه ولا يقوم بأي إجراء، لنشعر ان أي تغير في رياضتنا مرتبط بالقرار والنقد الخارجي، لذا كان على لجان الاتحاد وإدارته ان يطالبوا وزارة الشباب المسؤولة عن جميع الملاعب عدا استاد الملك عبدالله التابع لأمانة عمان، بإصلاح أرضية الملاعب حفاظاً على سلامة اللاعبين جميعاً من لاعبي أندية ومنتخبات، ففي كرة القدم تٌمثل حماية اللاعبين من الإصابات الألوية الأولى للحكام والاتحادات كونهم في المقام الأول كنوز يمثلون وطن، والسبب الثاني والأهم هو أنهم بشر يستحقون الأفضل.
ما جرى أثبت مما لا يدع مجالاً للشك ان هناك تقصير في عمل لجان اتحاد كرة القدم وانها يجب ان تكون أكثر فعالية، وعليها أن تعطي رأيها في مجال اختصاصها بموضوعية حفاظاً على سمعة الكرة الأردنية، وهذه آلية عمل يجب على الجميع اتباعها حتى لا نقع في مشاكل جديدة، لذا على الاتحاد دعم اللجان بأشخاص من ذوي الخبرة في مجال الملاعب وصلاحيتها وصيانتها، بحيث يقدمون تقارير عن الأضرار المتوقعة من سوء الملاعب على اللاعبين، وينسبون بآليات الإصلاح والأهم لجان لا تجلس في المكاتب لأن ما حصل يجعلنا نعتقد ان لا أحد تحرك من مكتبه وان تنظيم البطولة الرباعية تم عبر المكالمات الهاتفية.
وذهب البعض إلى أن ما يجري جاء لخدمة أندية معينة في بطولتي الدوري والكأس المحليتين، وبرروا ذلك بقوة الضغط الذي يمارسه بعض الإعلاميين المحسوبين على الأندية المنافسة للوحدات باستبعاد استاد الملك عبدالله من استضافة اي لقاء كون غالبيتها لفريق الوحدات، لينتظر عشاق الكرة الأردنية إجابة واضحة من إتحاد اللعبة لسؤال يحير الجميع، فهل هي الصدفة التي خدمت الأندية المنافسة أم التخطيط المُحكم.؟