أخلاق رونالدو.. و”أسوأ قرار”!
محمد الحنو
ستادكم نيوز -كلما تقدم لاعب كرة القدم في العمر زادت حدة انفعالاته وأصبح خلقه ضيقاً، ويصبح شديد الحساسية لاسيما بعد كسر حاجز الـ 35، وهو السن الذي يعجّل حركة عقارب الساعة لإعلان نهاية رجل شجاعاً لطالما حلّق طويلاً ولكنه يرفض فكرة الهبوط، فكيف لو كان هذا اللاعب أسطورة بحجم البرتغالي كريستيانو رونالدو؟.
رونالدو (37 عاماً)، اتخذ أسوأ قرار في أصعب توقيت بعد خروجه بين شوطي المباراة التحضيرية لفريقه مانشستر يونايتد أمام رايو فالكانو الإسباني متجهاً إلى غرفة تبديل الملابس وبعدها إلى المنزل مباشرة بسبب استبداله من قبل المدرب الهولندي تين هاغ الذي بدوره عبّر عن غضبه ووصف ما قام به رونالدو بأنه “غير مقبول!”.
ما أخطر الحب من طرف واحد.. يكون فيه المحب مخلصاً وعازماً على علاج الأزمات، فيما يصر الآخر على الرفض مستخدماً كل وسائل الضغط لفض الشراكة، تماماً كما موقف مانشستر يونايتد من رونالدو، إذ يتمسك النادي باللاعب ويعلنها: “الدون ليس للبيع”، في وقت يحاول رونالدو ووكيل أعماله خورخي مينديز جاهدين البحث عن نادٍ آخر يلبي طموحاته بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل خصوصاً أن اليونايتد لن يلعب في البطولة الأهم بالتاريخ بعدما حلّ بالمركز السادس في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي فيما رونالدو يعتبر الهداف التاريخي لها بـ140 هدفاً وتوج بلقبها أربع مرات!.
وبعدما كان “الدون” مطمعاً لأندية العالم، أصبح اليوم لاعب غير مرغوب فيه عند كثير من المدربين لسلوكياته بالملعب، والنزعة الفردية، والأنانية المفرطة في البحث عن مجد شخصي وكسب رضا جماهيره بالدرجة الأولى قبل أن يحقق آمال ناديه، وهذا ما اتضح أخيراً بعد رحيله عن ريال مدريد ليرتدي قميص يوفنتوس ثم مانشستر يونايتد.
الصورة النمطية عن رونالدو أنه نجم كبير وهداف من الطراز الأول وهداف تاريخي ولكنه في الوقت نفسه “نرجسي”، سريع الانفعال على زملائه وكثير الشكوى من مدربيه حتى أنه لم يتمتع بعلاقات جيدة مع أي مدرب يقرر استبداله، فلم يتأقلم مع الإيطاليين ماسيمليانو أليغري وماوريسيو ساري وأندريا بيرلو في يوفنتوس، وكذلك الحال مع الألماني رالف رانغنيك والنرويجي أولي سولشاير في اليونايتد.
هذه الصفات السلبية، دفعت الأندية للخشية والريبة واعتبار التعاقد مع رونالدو نوع من المقامرة، فإما أن ترفع الفريق إلى أعلى المراتب أو تدمره وتجبره على الانحدار بخسارة لاعب من التشكيلة بدنياً على اعتبار أن رونالدو لا يستطيع حالياً خوض موسم كامل بـ”الريتم” نفسه وثبات الأداء تزامناً من عمره المتقدم.
أما مدربه الحالي تين هاغ فيشعر بالقلق تجاه رونالدو الذي يتطلب معاملة خاصة حال استمر مع “الشياطين الحمر” لاسيما أن رونالدو غاب عن تحضيرات الفريق للموسم الجديد لمدة ثلاثة أسابيع كاملة، زاعما المشاكل العائلية، قبل أن يعلن رغبته بالرحيل عن النادي، وهو ما لم يتحقق بسبب عزوف الأندية الأوروبية الكبرى على التعاقد معه على الرغم من أن وكيله مينديز عرضه على تشيلسي وبايرن ميونيخ وحتى برشلونة.
فهل يرضخ رونالدو للأمر الواقع ويقبل الجلوس مرغماً على دكة بدلاء تين هاغ عند استبداله أم أنه سيواصل التعامل بجفاء بكل من حوله ظناً منه بأنه القادر على كسب كل شيء حتى ولو بلغ النصف الثاني من عقد الأربعين.
*إعلامي يعمل في الإمارات -سبق له العمل في جريدة العرب اليوم