رسالة إلى المنتخب.. توقيت “الخلط” غير مناسب!!
محمد الحتو
ستادكم نيوز – علمتنا كرة القدم أن نحترم الواقع تحسباً للمستقبل، ونحلل الأداء بمنطق وعقل، بعيداً عن التهويل ورفع الدفوف في مناسبة لا تستحق أكثر من كلمة “مبروك” والتفكير بالأهم بوضع خطة إعداد تكفل تحقيق هدفنا بأن نكون ضمن الأربعة الكبار في آسيا عبر هذا الجيل الواعد.
تأهل المنتخب الوطني إلى كأس آسيا للمرة الخامسة في تاريخ الكرة الأردنية بعد أعوام 2004 و2011 و2015 و2019، إثر الفوز على الكويت بثلاثة أهداف نظيفة بحاجة إلى وقفة طويلة لندرس سلوكنا في التعامل مع الفوز والخسارة، وهنا يكمن دور الجهازين الإداري والفني مع اللاعبين ورجال الإعلام في مخاطبة عقول الجماهير!.
نعم، لا بد أن نكون سعداء بالتأهل، ولكن مشهد فرحة اللاعبين بغرفة تبديل الملابس حمل الكثير من المبالغة في وقت كان يجب التعامل مع الموقف بطريقة أكثر عقلانية، كيف لا؟ ومنتخبات دول شقيقة وصديقة حجزت مقاعدها في كأس العالم “قطر 2022” ذلك العرس الحقيقي الذي يستحق الرقص حتى الصباح بتحقيقه، وليس كأس آسيا ومجموعات تصفياتها السهلة، إذ أن “النشامى” يهدرون الفرص بتحقيق حلم طال انتظاره وكأنه لن يأتي! رغم أن منتخب أستراليا الذي واجهناه في تصفيات المونديال والذي وصل قطر من باب الملحق يعتبر متواضع فنياً وليس “كانغارو زمان”!.
لاعبونا غنوا ورقصوا واستفزوا لاعبي الكويت بالغناء على الطريقة السعودية: “يابو ثلاثة.. خلطناه خلطناه”!، وكأن ما جرى من توقفات ومناوشات بين موسى التعمري والكويتيين وتحديداً في الشوط الأول يستحق منا أن نستدعي احتفالات نادوية من غرف ملابس الهلال والنصر!!.
أدعو الجماهير الأردنية ألا تكون “جماهير نتائج” وأن تقف أمام الصغيرة قبل الكبيرة في المنتخب، إذ أن تفاصيل دقيقة قد تقودك إلى المونديال يوماً ما، فقط تحلى بالثقة والروح وعالج أخطائك وتعلم منها، وقف شامخاً لأنك تستحق أكثر من تأهل آسيوي لابد أن يصبح بديهياً في المستقبل، ورفع سقف الطموح بإقصاء أستراليا أو اليابان أو قطر أو السعودية في دور متقدم بكأس آسيا على سبيل المثال! هناك احتفل وارقص و”اخلط كما تريد”!.
فنياً.. تأهلنا ولكن هناك أخطاء ومشكلات تكتيكية إلا إن كنتم راضين عن شكل المنتخب بالشوط الأول، والفرص الكثيرة المهدرة بشكل غير مفهوم أمام المرمى! وأبرزها انفرادات حمزة الدردور “ثلاث مرات” دون أن يضع الكرة في الشباك، فماذا لو تكرر المشهد في النهائيات الاسيوية بمباراة تحتاج فيها استثمار أنصاف الفرص؟!.
لنعترف أننا واجهنا أسوأ نسخة لمنتخب الكويت الذي أكاد أشفق عليه وهو في الماضي كان يهز قارة بأسماء أساطيره فيصل الدخيل وجاسم يعقوب والحارس أحمد الطرابلسي وآخرون سطروا مجداً بتتويجهم بكأس آسيا 1980 وبلوغ كأس العالم “اسبانيا 1982”! لكن يبدو أن الكرة الكويتية عاجزة وفي انحدار فمنذ خمس سنوات لم نسمع باسم لاعب كويتي جديد!.
مبروك للمنتخب.. “اهدأ و اعقل وتوكل”.
*إعلامي أردني يعمل في الإمارات – سبق له العمل في جريدة العرب اليوم