“نادي الوطن”.. في ميزان مشاعرك!!
محمد الحتو
ستادكم نيوز -عندما يظهر ريال مدريد أو أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا لا يجد مشجع برشلونة نفسه مضطراً ولا يُطلب منه مؤازرة أي من غريميه رغم وجوده معهما في البلد نفسه، بحكم الكراهية “الكروية” الدفينة في قلوب الغالبية العظمى من جماهير الأندية الثلاثة تجاه بعضها، إذ أن فوز أحدهم بمواجهة كبيرة أو لقب قاري يشعل نار الغيرة والغيظ لدى الآخر!.
هذا منطق يسري في كل دول العالم، فمن حق الجماهير الاحتفاظ بمشاعرها دون مجاملات أو كذب على الذات، وعدم إجبارها على شيء لا ترغب فيه، ولكن من غير الطبيعي ما نتابعه على مواقع التواصل الاجتماعي لعدد كبير من جماهير أردنية تخرج عن النص وتسب وتقذف وتشكك في الولاء والوطنية، بل وتقود حملات كيدية وشعارات مسيئة للغريم!!.
مواقع التواصل أصبحت مقياس التربية والأدب، إذ تجد الكثير من الأصدقاء من أروع الشخصيات وأكثرهم أدباً ولكنك تتفاجأ بعدها بساعة بتغريدة أو منشور على حسابه بالفضاء الافتراضي ينعت ويتلفظ بعبارات لا تشبهه على أرض الواقع!.
في الأردن، يكثر الحديث عن “فريق الوطن” أو “نادي الوطن” عند كل مشاركة خارجية! في محاولة للضحك على أنفسنا بأن يشجع الفيصلاوي نظيره الوحداتي والعكس! ونخرج كإعلاميين للمطالبة بالتفاف الجماهير الأردنية خلف فريق، وكأننا نصر على إشعال فتيل أزمة ونسكب الزيت على النار! مع إدراكنا التام أن جماهير الأقطاب لا تلتئم، إلا إذا أقنعنا أنفسنا بأن الأهلاوي سيشجع يوما الزمالك، ومشجع الهلال سيهتف للنصر، وأنصار بوكا جونيورز سيرفعون أعلام ريفربلايت من أجل كرة الوطن! .. هذا ضرب من الخيال وإن حدث يكون من وراء القلوب!!.
أرجوكم، لنكن صريحين مع أنفسنا، من منا يحب الخير لغيره أكثر مما يتمناه لنفسه؟ هل نعيش في الأردن بالمدينة الفاضلة؟ دعونا من المثاليات ونضع الأمور في نصابها، فالوحدات يشارك حالياً في دوري أبطال آسيا ويحمل آمال جمهوره لبلوغ الدور الثاني، فمن أراد من جماهير الأندية الأخرى تشجيعه فذلك يحسب في ميزان مشاعره، أما إذا لم يرغب فلا ضرر ولا ضرار!.
المشكلة الكامنة في مجتمعنا الرياضي، حالياً، تكمن في الطريقة غير الأخلاقية بالتعبير وعدم قبول الآخر وافتقاد القدرة على الاستماع، إذ يفتقد كثيرون لياقة التعبير، فمن يشعر بالمضطهد والمظلوم يلعن ويعبر بكراهية، ومن ليس له في الناقة ولا الجمل يتحدث بلغة خادشة للحياء لا مكترث لأحد!.
أخيراً، شجع فريقك، آزره بكل قوة دفع إيجابية، وامتنع عن مؤازرة الغريم التقليدي فهذا حقك، لكن لا تتجاوز الحدود بكلمات غير لائقة لا تعبر عن مجتمعنا وتحديداً في الشهر الكريم !!.
*إعلامي أردني يعمل في الإمارات -سبق له العمل في جريدة العرب اليوم