ليست صدفة.. “لا ينامون الليل بسببه!”
محمد الحتو
ستادكم نيوز – لن يتذوق السنغالي ميندي حارس تشيلسي طعم النوم -ربما لليالٍ- فيما كابوس كريم بنزيمة سيزوره كثيراً بعدما عاقبه نجم ريال مدريد واستغل خطأه الكارثي في التمرير خارج منطقة الجزاء وسجل منه الهدف الثالث في قلب لندن بذهاب دوري أبطال أوروبا!
شراسة بنزيمة في الضغط على حراس المرمى ومهارته في انتزاع الكرة أمامهم تحسب له بالدرجة الأولى، ويجب الوقوف عند هذا الأمر قبل الحديث عن أخطاء الحراس.. الأكيد أنها ليست صدفة بدليل تسجيله كثير من الاهداف بهذه الطريقة في مرات سابقة، واسألوا ليفربول وبايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان قبل تشيلسي!!
أربعة مشاهد في دوري الأبطال تدل على قدرة خارقة لدى بنزيمة في إجبار الحراس على ارتكاب الأخطاء، الأول أمام حارس بايرن ميونيخ سفين أولريتش بنصف نهائي موسم 2017-2018، والثاني في المباراة النهائية أمام الألماني لوريس كاريوس حارس ليفربول، أما المشهد الثالث فتجسد في المباراة الماضية أمام الإيطالي دوناروما حارس باريس سان جيرمان، فيما كان الرابع بمواجهة اليوم في أرض تشيلسي “ستامفورد بريدج”!!.
المفارقة العجيبة أن بنزيمة في هذا الموسم تسبب في إحراج دوناروما وميندي في مباراتين متتاليتين وهما المتوجان أخيراً في حفل جوائز “ذا بيست” المقدمة من “الفيفا”، إذ أن السنغالي أفضل حارس في العالم والذي استقبل هدفين فقط طوال مباريات النسخة الحالية من دوري الأبطال لكن بنزيمة عاقبه بهدفين في غضون 3 دقائق فقط!! أما الإيطالي دوناروما فهو أفضل “لاعب وحارس” في كأس أمم أوروبا واختاره الاتحاد الدولي حارس التشكيلة المثالية في العالم، لكن بنزيمة جلده ثلاث مرات بمباراة واحدة وعرضه للانتقادات وهدد مستقبله في سان جيرمان!!.
ولم يكتف بنزيمة بذلك، فالليلة أصبح ثاني لاعب في تاريخ دوري أبطال أوروبا يسجل “هاتريك” في مباراتين على التوالي في أدوار “خروج المغلوب” بعد زميله السابق “الدون” كريستيانو رونالدو أمام بايرن ميونيخ وأتلتيكو مدريد موسم 2016-2017.
بنزيمة “قطعة نادرة”، لا يعمل ريال مدريد من دونه، ولعل “الكلاسيكو” الأخير خير دليل على ذلك بعدما تأثر الفريق الملكي بغيابه بداعي الإصابة، فاللاعب يقوم بكل شيء في أرضية الملعب، يحسن التمركز، يقود الهجمات، يدافع ويهاجم، يهدد المرمى، يستغل اخطاء الحراس، حركته مكوكية، يسجل بالقدم والرأس، ولديه 36 هدف في الموسم حتى الان.. صدقوني بنزيمة تخلى عن بخله في الماضي وأصبح كريماً جداً، وأراه أفضل لاعب في العالم حالياً بلا منازع، وهو اللاعب الوحيد الذي يُراهن على نجاحه مع أي نادٍ قد يرحل إليه في حال خلع القميص الأبيض.. وهذا لن يحدث إطلاقاً، لأنه أذكى وأكثر واقعية من رونالدو.. يقف على الأرض لا في السماء!.
*إعلامي أردني يعمل في الإمارات – سبق له العمل في جريدة العرب اليوم