عندما تكسب بـ”أرضك وجمهورك”!
محمد الحنو
ستادكم نيوز – جسد الجمهور المصري المعنى الحقيقي لاستثمار الأرض في جولة الذهاب من تصفيات أفريقيا المؤهلة إلى النهائيات كأس العالم “قطر 2022″، إذ خطف الأنظار من المستطيل الأخضر، بهتافات فاقت مستوى الأداء، وأصوات حناجر صرخت طويلاً وفي حبالها غصّة بعدما تلاعبت مواقف كثيرة في المباراة بالأعصاب تزامناً مع الفرص الخطرة من منتخب السنغال!.
اعتدنا القول: “اللاعب الفلاني يقود فريقه للفوز”، ولكن الأكيد، اليوم، أن فوز مصر على السنغال بهدف نظيف تحقق بفضل الجماهير الغفيرة في استاد القاهرة، إذ كان الزحف كبيراً، بلغ أكثر من 60 ألف متفرج، صحيح أنهم لم يستمتعوا أو يتذقوا طعم كرة القدم، وأغلبهم بدا مستاء من فكر المدرب البرتغالي كارلوس كيروش الذي أفقد منتخبهم هويته وشخصيته الهجومية، لكنهم على الأقل لم يعودوا إلى منازلهم تعساء، فالنصر كان حليفهم بهدف عكسي من مدافع السنغال بعد تسديدة قوية من النجم الناضج محمد صلاح.
لنكن واقعيين، ونتريث قبل إطلاق سهام النقد حتى انتهاء مباراة الإياب، ولنقل أن الفراعنة حققوا الأهم، بإنهاء شوط القاهرة بفوز يجب البناء عليه معنوياً قبل موعد الحسم في شوط داكار، الثلاثاء المقبل، رغم كل علامات الاستفهام الكثيرة التي رافقت شكل المنتخب المصري وحالة الانسجام الضائعة بين لاعبيه.. لذا أرى أن العنوان الرئيسي للمباراة: “مصر تفوز بدهاء بعيداً عن الأداء”!.
المنتخب المصري، هو الوحيد الذي فاز على أرضه في جولة الذهاب من التصفيات، بعد خسارة مالي من ضيفتها تونس بهدف لا يمكن تصوره (المدافع أعاد الكرة في الشباك كأنها تسديدة!)، والكونغو تعادلت مع المغرب 1-1 في وقت أهدر “أسود الأطلسي” ضربة جزاء غريبة على طريقة الايطالي باجيو في نهائي مونديال أميركا 94، فيما سقطت الكاميرون على وجهها أمام الجزائر بغمزة رأس ساحرة من العملاق إسلام سليماني، وتعادلت غانا مع ضيفتها نيجيريا سلباً.
يوم فشل فيه أصحاب الأرض باستثناء المصريين، وفرحت فيه ثلاثة منتخبات خارج أرضها هي الجزائر وتونس ونوعاً ما المغرب.
الجماهير العربية مطالبة بعد هذه الجولة التحلي بالصبر والتزود بطاقة إيجابية بغض النظر عن الملاحظات الفنية التي رافقت المنتخبات العربية إذ لم تكن مقنعة من الناحية الفنية، ولكن الجرعة النفسية والمعنوية مهمة في هذا التوقيت ليبقى الأمل كبيراً بمتابعة ستة منتخبات ناطقة بالعربية في “المونديال العربي”.. فكم سنكون سعداء بمتابعة السعودية ومصر والمغرب والجزائر وتونس وقطر بين المنتخبات ثقيلة الوزن كروياً.
*إعلامي يعمل في الإمارات سبق له العمل في جريدة العرب اليوم