بطولة القدس والكرامة.. الاسم يكفي
خالد خطاطبة
أن تلعب في فلسطين وأمام أندتيها وجماهيرها، فأنت الفائز حتما، بل أنت البطل المتوج حتى لو استقبلت شباك فريقك وابلا من الأهداف، فيكفيك شرفا ذلك الشعور وتلك الرعشة التي تعتري جسمك، عندما تطأ قدمك أرض فلسطين الطاهرة، فكيف إذا عاشرت أهلها وصليت في أقصاها، وشاركت في نشر قضيتها العادلة.
عندما سارع اتحاد الكرة وأندية الفيصلي والوحدات والرمثا، لتلبية الدعوة الفلسطينية للمشاركة في بطولة القدس والكرامة الجارية حاليا على أرض فلسطين ، لم يدر في حساباتهم، موعد البطولة ومدى تأثيرها على أجندة الموسم الكروي، أو مدى جاهزية اللاعبين للمشاركة في هذه البطولة، أو حاجة الفرق لفترة استراحة بعد بطولة الدرع، بل أن المنتخب الوطني الأول ألغى تجمعه في هذه الفترة إكراما لهذه البطولة التي لا يمكن لأي أردني التردد في التفكير ولو للحظة في المشاركة فيها مهما كانت الظروف ومهما كانت الأحوال.
فمنذ أن وصلت حافلات الأندية الأردنية إلى فلسطين، اعتبر الجميع فائزا، فلا خاسر في مثل هذه البطولات، فيكفي شرف اللعب أمام الفرق الفلسطينية وعلى الأرض الفلسطينية، في رسالة واضحة تؤكد الالتزام بنصرة القضية الفلسطينية العادلة في مواجهة الاحتلال الغاشم.
في مثل هذه البطولات، الإعداد الفني والبدني لا يكفي أبدا، رغم أنه في عالم كرة القدم هو الأساس، بل المطلوب في مثل هذه المناسبات العظيمة (القدس والكرامة) هو الإعداد الفكري والثقافي لكل من يذهب للمشاركة في مثل هذه البطولة، سواء كان لاعبا أو إداريا أو مدربا أو إعلاميا أوحتى مشجعا… فالفيصلي والوحدات والرمثا لم يذهبوا إلى فلسطين لحصد اللقب، ولم يذهب نجوم تلك الفرق الأردنية الكبيرة للتقاتل والتناحر فيما بينهم على أرض فلسطين، بل ذهبوا للقتال معا كفريق واحد مع فلسطين، لنصرة القضية، من خلال إيصال رسالة رياضية إلى العالم أن فلسطين أرضنا، وها نحن نلعب مبارياتنا على الملاعب الفلسطينية في رسالة واضحة، وأننا لن نتخلى عن حقوقنا مهما طال الزمان.
في اللعب على أرض فلسطين، رسائل رياضية سياسة ثقافية اجتماعية، كان يفترض أن يعيها اللاعب والإداري والمدرب والجمهور، قبل التوجه للمشاركة في هذه البطولة، ففي هذه البطولة لا مجال لتصفية الحسابات، ولا مجال للمشاحنات والمناكفات وإثارة الفتن، فملاعب فلسطين ليست مكانا لهذا الانحدار، بل هي مكان للجهاد، وكل حسب مقدرته ووظيفته، فالرياضي ونجم كرة القدم يجاهد بنجوميته وشعبيته من خلال إيصال رسائل إيجابية إلى العالم.
في اليوم الأول لبطولة القدس والكرامة، كنا نأمل أن لا نشاهد ما شاهدنا من مناكفات في الملعب وخارجه وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بين الأندية المشاركة ولاعبيها، فالبطولة أكبر من أن تلوثها حركة استفزازية أو منشور على «الفيسبوك»، أو كلمة يلقي بها جاهل لا يعلم مكانة فلسطين.
الغد