بنزيمة “قيمة”.. وما فعله مدريد “جريمة”!
ستادكم نيوز-
قبل نحو ثلاثة أشهر كتبت عن بنزيمة مقالاً بعنوان: “عندما تتخلى عن بخلك وتصبح كريم”، وتطرقت إلى كيفية خروج هذا اللاعب من عباءة كريستيانو رونالدو واستثمار إمكاناته حتى أصبح رجل ريال مدريد الأول.
اليوم.. يثبت بنزيمة أنه بطل الرواية الحقيقي في النادي الملكي بعد سنوات من لعب دور “الكومبارس”، واليوم أيضاً، سيكون جمهور الريال مديناً له باعتذار رسمي بعد مواسم قللوا فيها من شأنه بلغت حد المطالبة بإبعاده عن الفريق لكثرة إهداره للفرص، واليوم كذلك، على عشاق “الميرينغي” الاعتراف ببعد نظر رئيس النادي فلورنتينو بيريز لإصراره على بقاء بنزيمة ومنحه أكبر قيمة فسخ عقد في التاريخ البالغ مليار يورو ومعاملته كفتى النادي المدلل على حساب راموس ورونالدو وقبلهما كاسياس.
بنزيمة (34 سنة).. قلب مدريد الأبيض، قائد ميداني فذ، يجمع اللاعبين حوله، يشحذ الهمم، يعلم من حوله قيمة القميص الملكي، ويبرهن للمراقبين أنه مهما طال الزمن سيأتي الوقت لتأخذ حقك وينصفك التاريخ! فمن ساهم في بناء أسطورة رونالدو يشيّد لنفسه حالياً برجاً عاجياً لاسيما إذا توج باللقب الأوروبي رقم 14.
من يتابع مدريد جيداً يدرك مدى تأثيره في الفريق، فهو أفضل من يتمركز في الملعب، تسديداته قوية، روحه جميلة، يحترم الخصم، يؤدي دوره “كما يقول الكتاب”، وينفذ تعليمات أنشيلوتي كأنه مدرب في ملعب!.
وبعيداً عن بنزيمة.. إقصاء ريال مدريد لفريق باريس سان جيرمان من دوري أبطال أوروبا، يؤكد أن الأصالة والتاريخ والعراقة وروح المكان عناصر جوهرية تفوق قوة المال -مهما كان ضخما- في صناعة الحدث، فالكل توقع رضوخ الريال أمام فريق حضر فيه المال والجاه والوجوه الحسنة ميسي ومبابي ونيمار دون أن يدركوا بأن مدريد عصية على خصومها في أحلك الظروف، واسألوا قبلهم يوفنتوس وبايرن ميونيخ، ودورتموند وأتلتيكو وآخرون تجرعوا مرارة “الريمونتادا”!.
ريال مدريد كان بطلاً حقيقياً أمام الباريسي، وهناك 3 أطراف لابد من ذكرهم بالاسم في هذا الانتصار، بنزيمة ومودريتش وأنشيلوتي، الأول “رجل المباراة”، والثاني “نعم – فيروز كرة القدم”، أما الثالث فكان ثعلب بدهائه ومكره بعدما قلب الموازين بشوط المدربين وبورقتي الصغيرين كامافينجا ورودريغو !!.
أخيراً، باريس سان جيرمان، خسر المعركة وفي طريقه بالتأكيد لفقدان “الغزال الأسمر” مبابي الذي يستعد لحزم أمتعته نحو مدريد في الموسم المقبل .. قولوا له: “هلا مدريد” لينقذ موهبته مع فريق كبير بدلاً من إهدارها مع نادٍ لا يستوعب بأن “المال ليس كل شيء”!