كان هناك فيصلي ووحدات!
محمد الحتو
ستادكم نيوز – يعتصرني الألم حزناً على كرة القدم الأردنية، وما حل بمباريات القطبين من مستوى هزيل لا يمكن بأي حال وصفها ب”الكلاسيكو”!
لطالما كانت مباراة الفيصلي والوحدات ناضجة فنياً مع جيل ابراهيم مصطفى وخالد عوض مروراً بجمال أبو عابد وصبحي سليمان وانتهاء بجيل حسونة الشيخ ومؤيد سليم، وفي المعسكر الأخضر أسماء لامعة في الزمن الغابر بقيادة يوسف عموري وابراهيم سعدية والأخوين هشام وجهاد عبدالمنعم، مرورا بعبدالله أبو زمع وفيصل ابراهيم وحتى عهد وأشرف شتات ومحمود شلباية وحسن عبدالفتاح.
تلك أسماء من الزمن القريب في كلا الفريقين كانت تضفي للمباريات نكهة خاصة، حيث المهارة ومتعة الأداء واللمحات والجمل التكتيكية.. وقتها كانت مواجهات الفريقين تستحق التحليل الفني وجلسات المناكفات “الرياضية” على الرغم من كل الضغط النفسي الذي تغلفه منذ الأزل، أما ما نشهده اليوم فلا يمت لكرة القدم بصلة، ولا نجني من الفريقين سوى توتر جماهيري غير منطقي، وأجواء مشحونة على المدرجات وملعب مليء ب”العك الكروي”، بمعنى “ضجيج بلا طحين!”.
الفيصلي هزم الوحدات وأقصاه من بطولة الدرع، بعدما كان الأفضل خصوصاً في الشوط الثاني، فيما الوحدات كان ينقصه كل شيء، ولم يكن حاضراً في المباراة حيث لعب مدربه البرازيلي فييرا على فرصتين للتأهل غير أن الفيصلي عاقبه بهدف قاتل، وضعه مع “المارد الأخضر” في مرمى الانتقادات اللاذعة مبكراً!.
أتساءل.. هل تستحق مباريات الفيصلي والوحدات منا كل هذا الاهتمام والتوتر الجماهيري؟ متى سنرتقي بكرتنا أمام الجماهير العربية؟ من المسؤول عن تراجع القيمة الفنية لما تطلقون عليه “كلاسيكو الأردن”؟.
“الكلاسيكوهات” أو “الديربيات” في كل الدول العربية قمة في الروعة، ومنها ما تابعناه أخيراً من الهلال مع النصر والاتحاد مع الاهلي في السعودية، حيث أسعدتنا الفرق الأربعة بكرة قدم متطورة ومثيرة وساحرة لا تشبه كرتنا التي تبدو أمامها “مربعة”.
*إعلامي أردني يعمل في الإمارات- سبق له العمل في جريدة العرب اليوم