المظاليم!
خالد خطاطبة
إطلاق لقب دوري المظاليم على دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، لم يأت من فراغ، بل جاء نتاجا لخبرة طويلة ورصد ومتابعة لهذه الفئة من الأندية التي تتعرض لظلم على مختلف المستويات.
ورغم هذا الوصف الذي لازم تلك الأندية لسنوات طويلة، إلا أن أحدا لم يحرك ساكنا للوقوف على سبب هذه التسمية والسعي لتغييرها على أرض الواقع، قبل إطلاق مسمى جديد يليق بهذه الفئة من الأندية التي تشكل ركنا أساسيا في إثراء كرة القدم الأردنية على صعيد اللاعبين والمدربين والجماهير.
الكثير من مباريات دوري الدرجة الأولى، تفوق مباريات دوري المحترفين مستوى، وكثير من مباريات دوري الأولى تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، لدرجة عدم استيعاب المدرجات حجم الجماهير الراغبة بالحضور.
الشيء اللافت في موضوع أندية الدرجة الأولى، أنها موزعة على جميع محافظات المملكة، والمباريات تقام في الكثير من الملاعب، ما يتيح الفرصة لأبناء المحافظات لمتابعة فرقهم ومؤازرتها من المدرجات، ما يصب في النهاية لمصلحة الكر ة الأردنية.
دوري الدرجة الأولى زاخر بالمواهب، وهناك الكثير من نجوم الكرة الأردنية الذين سيخلدهم التاريخ، جاؤوا من منافسات الدرجة الأولى، من ضمنهم النجم عامر شفيع.
رغم كل هذه الإضافات التي تمنحها أندية الأولى للكرة الأردنية، إلا أنها ما تزال تعيش تحت بند “المظاليم”، فالمخصصات المالية المتواضعة التي يمنحها الاتحاد للأندية لا تكفي لدفع تكاليف التعاقد مع لاعب واحد، فمبلغ الـ30 ألف دينار التي يصرفها الاتحاد سنويا لكل ناد، يشكل جزءا بسيطا من تفقات الأندية على لاعبيها.
أندية الأولى تعيش أيضا تحت ظلم غياب الاهتمام الإعلامي الذي يليق بها، فالمباريات لا يتم تغطيتها بالشكل المطلوب، وغياب البث التلفزيوني أفقدها جزءا من الحماسة.
أندية الدرجة الأولى غالبا ما تكون بعيدة عن مركز صنع القرار، فحصة التشاور والتباحث مقتصرة في أغلب الأحيان على أندية المحترفين، ما يعني تعرض تلك الأندية لمزيد من الظلم.
أندية الأولى على موعد مع اتحاد الكرة يوم الخميس المقبل، وهي مناسبة جيدة للتباحث في الكثير من الأمور والتفاصيل التي تضمن إنصاف هذه الأندية وإخراجها من بند المظاليم، فهل يشهد الموسم الكروي الجديد إنصافا لتلك الفرق؟
الغد