المشي رياضية مجانية وعلاج للاكتئاب
د. فايز أبو عريضة
قرات بالامس الارقام الهائلة والتي تجاوزت ال (200. الف) وراجعت عيادات ومراكز الطب النفسي في العام 2021، لتداعيات كورونا، وطبعا الاعداد يمكن ان تتضاعف لان هناك الكثير من يخجل ان يراجع لاسباب اجتماعية واحيانا اقتصادية للكلفة العالية للادوية والعلاج ،واشارت الاحصائيات الى النقص في اعداد اطباء الاختصاص في الطب النفسي ،مما يشكل ضغطًا على تلك المراكز والعيادات ،ولذلك نرى انه من المناسب ان نذكر الجميع بان ممارسة الرياضة وخاصة رياضة المشي او الهرولة لمن يستطيع ذلك في الهواء الطلق والحدائق العامة والسهول في الارياف وخاصة في الايام القادمة حيث الربيع الطلق يبدو ضاحكًا ،هو الوسيلة الاسهل والمجانية التي تساهم في الوقاية من بعض مظاهر واعراض الامراض النفسية وخاصة في مراحلها الاولى ،وتساهم كذلك في علاج بعض هذه الحالات كالاكتئاب وغيره من الامراض النفسية، وخاصة عند ممارسة هذه الرياضة الخفيفة المجانية في مجموعات متجانسة ، وهذه دعوة للبلديات بايجاد الحدائق والاماكن المناسبة التي تسمح بممارسة المشي دون حرج لكبار السن والنساء ،وخاصة ان معظم الناس قد لا يملكون القدرة للذهاب لمراكز اللياقة البدنية، اما لكلفتها العالية ، او لعدم توفر تلك المراكز في مناطق متعددة في الارياف والبوادي ،ومع هذا وذاك نلمس تطور ثقافي واجتماعي في ممارسة المشي كرياضة للوقاية والعلاج والترويح في الاماكن التي كان سكانها يعتقدون ان ذلك خروج عن المالوف والموروث الاجتماعي ،علما بان المراة كانت ولا زالت في مناطق عديدة تساعد في كل اعمال الزراعة والحصاد وجمع الثمار ،وكل ما نتمناه ان تمارس المراة النشاط البدني الحر بالشكل الذي يناسبها لضمان الصحة والسعادة للاجيال القادمة.
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك