كتاب (أنا مارادونا ).. اخترعت كذبة نقلتني لبوكا… “الحلقة الخامسة”
ملكون ملكون
ستادكم نيوز – “رفضت ملايين ريفر بليت، كنت بحاجة إلى الانتقال إلى بوكا جونيورز، لكنه لم يتفاوض معي، لذا اخترعت كذبة حققت بها حلمي ودخلت ملعب بومبونيرا”.
“رغم أنهم كانوا فقراء.. برشلونة يراقب.. والرئيس يريد قتلي.. افتقدت للجو العائلي في أرجنتينوس .. وصلت لبوكا مصابا.. وتعرضت لضرب مبرح من زملاء هيكتور كوبر”
اخترعت كذبة
كنت أعرف أنني مع بوكا جونيورز سأعيش الحلم الذي لطالما تمنيته، أحببت بوكا دوما، المنزل كله يشجع بوكا، وفي ملعب لابومبونيرا سمعت أول هتاف مخصص لي.
حتى عندما سجلت أربعة أهداف في مرماهم صفقوا وهتفوا لي.
لكنهم تأخروا في التفاوض معي، لذا اختلقت أنا القصة.
ريفر بليت قدم لي عرضا، وكيل أعمالي اهتم بهذا العرض كثيرا. كنت سأحصل على أعلى راتب في ريفر.. لكن قلبي كان معلق ببوكا.
ذات يوم فضفض لي والدي، واعترف بأنه يحلم بأن ارتدي قميص بوكا، وأن يحتفل مع أسرتي بأهدافي في لابومبونيرا.
كل الشائعات كانت تتحدث عن انضمامي لريفر بليت. اتصل بي صحفي، وسألني ان كنت قد وقعت بالفعل لريفر؟
فكرت قليلا، ثم قمت باختراع كذبة.
قلت: “لا، لن أوقع لريفر بليت، لأن بوكا جونيورز تفاوض معي”.
حدث ذلك فجأة دون تخطيط، كان ارتجالا مني، لم يتحدث معي قبلها أي أحد من بوكا.
في المساء تصدر اسمي كل عناوين الصحف.. “مارادونا في بوكا جونيورز”.
الضجة الإعلامية نبهت مسؤولي بوكا، فاتصلوا بي على الفور، وسألوني عما اذا كنت مهتما بالفعل للانتقال لفريقهم، أم أنني استغليت اسم بوكا من أجل الحصول على أموال أكثر من ريفر..
التنبؤ بإجابتي أمر سهل.
أكره ريفر بليت
كان الوضع غريبا وجنونيا، ريفر بليت يعرض الكثير من الأموال، لكنني دون رغبة للانضمام اليه على الإطلاق.
في المقابل.. بوكا لا يملك المال مطلقا، لكني أملك الشغف للعب بقميصه. كنت سأموت من أجل بوكا.
لعبت مباراة أخرى مع أرجنتينوس ضد ريفر بليت، لم يتوقف أنصارهم عن توجيه الشتائم لي طوال 90 دقيقة “مارادونا ابن العاهرة”.
لكن رغم ذلك كنت أسعد شخص في العالم، لقد أدركوا حقا أنني لا أحبهم مطلقا.
بعد المباراة، التي خسرناها بهدف، صرحت لوسائل الاعلام وأنا أصرخ “بعد كل هذا السباب لا يساورني الشك، أريد الانتقال لبوكا وليس لريفر”.
الرئيس يريد قتلي.. وبرشلونة يراقب
رئيس أرجنتينوس، بروسبيرو كونسولي، كان يحبني، لكنه كان يريد قتلي ايضا.
ريفر بليت عرض 13 مليون دولار من أجلي، لكنني اخترت غريمه الذي لا يملك المال.
اضطر بوكا لطلب قرض من أجل التعاقد معي، دفعوا 4 ملايين دولار، وتنازلوا لأرجنتينوس عن كثير من اللاعبين.
وقعت على بياض لبوكا، لم أعرف كم سيدفعون لي.. حددوا مبلغ 600 الف دولار، لكنهم سددوها بالتقسيط.
في تلك الأثناء كان برشلونة يراقب الوضع، كان يملك قوة اقتصادية مثلما يملكها الآن.
ضريبة الشهرة
الانتقال لبوكا كان بمثابة تغيير حياتي بحياة شخص آخر. كنت مشهورا مع أرجنتينوس، لكن مع بوكا كانت الأمور جنونية.
لم يعد بإمكاني تناول الطعام في الخارج، أصبح يلتف حولي 200 الف شخص، وكنت مضطرا للتوقيع على 4 آلاف أوتوجراف..
سيارتي من فئة (فيات 125) تبدلت بمرسيدس، القنوات تدفع لي الكثير من أجل مقابلات حصرية.
مباراتي الأولى مع بوكا يوم 20 فبراير 1981 ، كانت ودية امام أرجنتينوس، متفق عليها حسب العقد.
سكاكين في قدمي
للأسف.. تعرضت للإصابة في آخر مران مع أرجنتينوس، بدأت مشواري مصابا مع بوكا، خشيت على تطلعات الجماهير، ينتظرون مني الكثير، وأنا ايضا انتظر الكثير من نفسي.
حصلت على مسكنات، كنت أتألم كثيرا، ورغم ذلك أتحامل على نفسي للعب وتسجيل الأهداف. من شدة الألم كنت أتناول عقاقير منومة.
أصابني الكثير من التوتر في مباراتي الرسمية الأولى أمام تاييريس في لابومبونيرا، فزنا 4-1 وسجلت هدفين من ركلتي جزاء.
اشتقت لأصدقائي في أرجنتينوس، كانت الأجواء عائلية أكثر، كل فرد يعرف عيوب ومزايا الآخر. في بوكا أخبروني بأن الوضع مختلف، حتى لا يمكنني أن أصطحب أسرتي للملعب.
واصلت اللعب وتسجيل الآهداف رغم الآلام، كنت أشعر بأن سكاكين تغرز في قدمي.. انهرت تماما، كنت مجبرا على الراحة.
شجار مع المدرب
علاقتي توترت بعض الشيء بالمدرب سيلفيو مارزوليني، تشاجرت معه مرة بسبب استبعاده للاعب أوسكار روجيري، ضغطت عليه أنا وكبار اللاعبين، وانصاع لنا لإشراكه، كان يساعدني وأساعده لتسجيل الأهداف. كنت على حق.
الثأر من ريفر
انتظرت لحظة الثأر من ريفر بليت، حانت مباراة السوبر كلاسيكو، السماء كانت تمطر بغزارة كما لو كانت المرة الأخيرة، حضر أبي الى لابومبونيرا لمشاهدتي، الحلم صار حقيقة.
كان أبي في السابق قد شاهد مباراة كلاسيكو واحدة في حياته، وخسرها بوكا في المونومينتال.
لهذا اليوم أردت أن أسعده، وفزنا 3-0 ، كنت أسعد مخلوق على الأرض.
ضرب مبرح من فريق كوبر
كنت أتعرض للضربات بعدد الأوتوجرافات التي أوقعها.
توجد صورة لي في مباراة امام فيرو كاريل وأنا أطير في الهواء مسافة مترين، كما لو كنت مايكل جوردان، بعد أن عرقلني كارليتوس أريجي بقوة مفرطة.
لم يكن هذا الفريق في حاجة لضربي، فلديهم لاعبين جيدين.
تعجبت: لماذا تضربني ومعك هيكتور كوبر؟.
- إعلامي سوري – يقيم في السويد- عمل في صحيفة الشعب اليومية الأردنية