مصر تعاند الطبيعة.. وتشرق من المغرب!
محمد الحتو
ستادكم نيوز – مرة ثانية يدخل المنتخب المصري مباراة حاسمة دون أن يكون مرشحاً للفوز ولكنه ينتصر على الرغم من كل الظروف، إذ عاند الطبيعة وأشرقت شمسه من المغرب!!.
تخيلوا النحس الذي صادف منتخب مصر خلال مباريات البطولة حيث إصابة الحارس الأول الشناوي في توقيت حساس لمباراة ساحل العاج، والحارس الثاني أبو جبل بلقاء “أسود الأطلسي”، فضلاً عن سقوط جماعي للمدافعين في الخط الخلفي بالكامل ممثلا في الونش “أصيب ولم يعد”، أكرم توفيق “رباط صليبي”، أحمد حجازي “ضربة قوية” وفتوح أمام نيجيريا قبل عودته للملاعب!.
هذا على صعيد لعنة الإصابات، ناهيك عن الشطحات الفنية في بداية البطولة للمدرب البرتغالي كيروش، والضغط الرهيب من الشارع المصري على المنتخب من جماهير ونقاد وحتى اللاعبين السابقين يطالبون بأداء مستوحى من عهد المعلم حسن شحاته وعهده الذهبي!!
وأمام المغرب، ليس سهلاً أن تتأخر بالنتيجة منذ الدقيقة السابعة ثم تتعافى فنياً وتوقف خطورة نجوم المغرب أشرف حكيمي “المرعب” وسفيان بوفال ويوسف نصيري.. فلا شيء وقف أمام كبرياء لاعبي مصر وروحهم ودعوات أهاليهم التي رفعت شموخ جبل ليتصدى الى رأسية مغربية كادت تنهي كل شيء!
ورغم كل ذلك، تأهل إلى نصف نهائي بطولة قارية بالتفوق على منتخبين مرشحين للتتويج باللقب، فما الحكاية؟ وما قصة المصريين مع “ماما أفريقيا” التي احتضنتها سبع مرات في تاريخها؟.
مصر أثبتت بالوجه الشرعي أنها ولادة، يغيب حارس يأتي غيره ليبدع، ينكسر طرف فيشتد عود آخر، يهبط أداء لاعب فيتحرك زميله سنداً، لا تجد زيدان وأحمد حسن وأبو تريكة وجدو، فيكفي محمد صلاح ليقود كتيبة بأكملها.
وعن صلاح، أخبرهم يا ليفربول، كم تدمى قلوب عشاقك لمجرد التفكير برحيله، ولهفة نهاية كأس الأمم ليشد رحاله من ملاعب الحقول والحفر إلى السجادة الأوروبية الخضراء، صدقوني: “أداء اللاعب يفرق تماماً فلا تلوموا أبومكة إن لم يظهر بصورته العالمية في الدوري الإنجليزي فالظروف مختلفة”.
“ثالث أفضل لاعب في العالم” حسم مباراة المغرب.. نعم، فقيمة النجم الكبير تظهر عند المحك، سجل وصنع في مرمى أحد أهم حراس المرمى في العالم ياسين بونو حارس اشبيلية الاسباني.
نبارك لمصر وجماهيرها العريضة، فهي الأمل لرسم ابتسامة عربية في البطولة، أما للاعبي المغرب نقول: “هاردلك” قدمتم بطولة قوية فعودوا لاحترافيتكم في التعامل مع تصفيات كأس العالم فإفريقيا تعشق “الفراعنة”.
*إعلامي أردني يعمل في الإمارات – سبق له العمل في صحيفتي الغد والعرب اليوم