كتاب (أنا مارادونا ) عندما اعتقدوا أنني قزم ….! (2-10)
ملكون ملكون
ستادكم نيوز – كيف كانت بداية الخارق مارادونا، ولماذا ابهر الجميع وهو ما زال بالـ9 فقط من عمره!.. مارادونا يحكي.
غبار ويمبلي
“كنا أطفالا نلعب على أرض صلبة للغاية، حين نركض يملأ الغبار الجو، كان الأمر أشبه باللعب في ويمبلي وسط الضباب، لكن بطريقة مختلفة”.
“كنت ألعب لفريق (النجم الأحمر)، فريق أبي المفضل في الحي”.
“كان ينافس فريقا آخر (الأعلام الثلاثة)، المنافسة بينهما كانت أشبه بمواجهات بوكا جونيورز وريفر بليت، كان (كلاسيكو الحي)”.
الدرجة التاسعة!
“في منتصف عام 1969، قال لي صديقي جويو أن نادي أرجنتينوس جونيورز بالدرجة التاسعة فتح الباب لاختبارات الناشئين، وسألني: هل تريد أن تأتي؟”.
“قلت: “لا أعرف، يجب أن أسأل والدي أولا”.
“كنت أعرف أنني إذ طلبت ذلك من أبي فإنني سأشقّ عليه، سيضطر لإيصالي ودفع المال في تذاكر الحافلة، واقتطاع وقت راحته من العمل”.
“التفكير في هذا جعلني أحاول نسيان الطلب، لكنني توجهت الى أمي، وتولت هي مهمة إقناع أبي، ونجح الأمر”.
نعم نعم .. سأذهب
“ركضت فرحا لمسافة ثلاثة كيلومترات حتى وصلت الى بيت صديقي جويو، انقطع نفسي حتى طرقت بابه”.
“قلت له: “جويو، سأذهب، سأذهب، لقد سمحوا لي بذلك، متى سنسافر”.
“كان يتعيّن علينا الانتظار بضعة أيام، لكن مر الوقت كما لو كان قرنا”.
قطعت مسافة طويلة بين بلدتي “فيوريتو” حتى وصلنا الى “لاس مالفيناس” حيث يتدرب أرجنتينوس جونيورز، كانت أول مرة أقطع تلك المسافة، لكنني اعتدت عليها بعد ذلك آلاف المرات”.
بكاء الإحباط
“وصلنا الى لاس مالفيناس، كانت تمطر بغزارة، أخبرونا أنه لا يمكننا التدرب بسبب حالة الملعب، بكينا من فرط الاحباط وأغرقنا المطر”.
“أنقذنا السيد فرانسيس، كان يدير الأمور في النادي، أوجد حلا للمشكلة ونقل الاختبارات الى حديقة سافيدرا، وأوصلنا بسيارة صديقه”.
“فرانسيس هو فرانسيسكو كورنيخو، مؤسس فريق لوس سيبوييتوس أو “البصل الصغير”، مجموعة من الناشئين لا تزيد أعمارهم عن 14 عاما”.
“في حديقة سافيدرا قسمونا لفريقين، لعبت بجانب جويو رغم أننا كنا غريمين دوما، لعبنا بإنسجام شديد، كنت أراوغ الجميع، أمرر الكرة من بين أقدامهم، أقوم بحركة (المظلة) من فوقهم، أمرر بالكعب، وسجلت هدفين”.
في الستينات!!
“فرانسيس لم يصدق أنني في التاسعة من عمري”.
“سألني: يا بني .. هل أنت متأكد أنك من مواليد الستينات؟!”.
“قلت له: نعم سيد فرانسيس”.
“طلب مني أوراقي، إذ قال: أريد أن أرى أوراقك”.
” قلت له: لقد تركتها في المنزل”.
القزم دييجو
“اعترف لي بعد ذلك أنه كان يظن أنني قزم”.
“شخص كبير في السن، لكن في جسد طفل”.
“فريق لوس سيبوييتوس كان لا يقهر، فزنا في 136 مباراة متتالية، سجلت الكثير من الأهداف، لو كانوا أحصوها لكنت متفوقا على بيليه، بالطبع لا يمكن تأكيد ذلك أو توثيقه، لكنني أعلم جيدا ما فعلته”.
سبع غرز!
“في أحد الأيام تعرضت لحادث، سقطت على زجاجة، وتم تخييط يدي”.
“سبع غرز، يدي تحنطت كالمومياء، كل شيء كان يؤلمني، الجرح، الغرز، خوف أمي، ضرب أبي لي، لكنني انشغلت في التفكير في مباراة الغد”.
“في اليوم التالي ذهبت للملعب، في غرفة الملابس كنت احترم السيد فرانسيس لدرجة الخوف”.
“شاهد يدي المصابة وسألني: ماذا حدث ليدك مارادونا؟”.
“قلت له: سقطت على الأرض وجرحت يدي، لكن يمكنني اللعب”.
-“فجأة قال لي: ماذا؟!! هل جننت؟ أنت لن تلعب”.
5 أهداف
“جلست على مقاعد البدلاء، أعض شفتي لكي أكتم دموعي”.
“جويو ذهب الى السيد فرانسيس أخبره أنني يجب أن ألعب ولو لبضع دقائق، ووافق فرانسيس، لكن لم ألعب لدقائق فقط، بل شاركت في المباراة بأكملها”.
“فزنا 7-1 وسجلت خمسة أهداف، نعم 5 أهداف”.
أنه عبقري
“الآن يوجد الكثير من الجدل حول أعمار اللاعبين، البرازيليون يشاركون لاعبين كبار السن وسط فرق الشباب”.
“لكن ما حدث معي كان العكس، كنت في الـ12 من عمري وألعب مع وضد من يكبرونني بأكثر من ثلاثة سنوات”.
“السيد فرانسيس كان يضعني بمقاعد البدلاء، وحين يتأزم الموقف يقوم بإشراكي”.
“المرة الأولى كانت أمام راسينج، دخلت الملعب وكان التعادل السلبي سائدا، ثم سجلت هدفين”.
“مدرب الفريق المنافس بالومينو، سأل فرانسيس: “كيف يمكنك أن تضع لاعبا مثل هذا على مقاعد البدلاء؟ حافظ عليه، إنه عبقري”.
“ثم أخرج فرانسيس أوراق هويتي لبالومينو، لم يصدق عمري.
*إعلامي سوري يقيم في السويد – عمل في جريدة الشعب اليومية الأردنية