كتاب (أنا مارادونا ) : كنتُ أحب أن ألعب في مركز الليبيرو (1-10)
ملكون ملكون
ستادكم نيوز – أستهل سرد مذكراتي من هافانا.. أخيرا قررت أن أحكي كل شيء، إنه أمر غريب، بعد كل ما قلته في حياتي. أشعر بأنني لم أفصح عن أهم الأشياء، سأتذكر كل شيء في تلك اللحظة وأنا أدخن سيجاري الكوبي، من الجميل أن تعترف وأنت بصحة جيدة، ورغم الأخطاء التي ارتكبتها لا تشعر بحاجة للندم.
هل تعرفون كيف بدأت الحكاية؟
كنت أريد اللعب، لكن لم أعرف أين سألعب، بدأت كمدافع، وأحببت كثيرا اللعب في مركز الليبرو وحتى الآن، رغم أنهم يخشون عليّ الآن من اللعب لكي لا ينفجر قلبي.
وأنت ليبرو يمكنك مشاهدة كل شيء من الخلف، الملعب كله مكشوف أمامك، أنت قائد فريقك، لكن فكرتي كانت الركض وراء الكرة، التحكم بها، لمس الكرة يمنحني سلام نفسي لا مثيل له وحتى الآن.
اعطني الكرة وسأستمتع، اعطني الكرة واتركني أفعل ما أتقنه، في أي مكان بالملعب، سأستمتع، حتى لو في ماراكانا أو ويمبلي، امام 100 الف مشجع.
أمي كانت تشترط عليّ إذا كنت ستذهب للعب في الشارع. عد عند الخامسة وقت الغروب..كنت أعدها بذلك، أخرج في الساعة الثانية..لا أتوقف عن اللعب حتى لو غابت الشمس.
لا يهمني شيء، كنا نهلك أنفسنا في اللعب، الساعة السابعة، نتوقف لشرب الماء في أحد البيوت، ثم نعود للعب في الظلام الحالك..
البعض كان يتعجب ويسأل ..هل يوجد أحد يلعب في الظلام؟..نعم أنا يا ابن .. سأواصل الركض خلف الكرة.
حتى في أيام الدراسة.. حتى حين ترسلني أمي لشراء شيء.. كنت أبحث عن الكرة، وإن لم أجدها، كنت أحضر برتقالة.. كرة من الورق .. وأركلها بقدمي طوال الطريق.
هديتي الأولى والأغلى في حياتي كانت كرة قدم، منحها لي ابن عمي في الثالثة من عمري، كنت أنام وأنا احتضنها، كنت محترفا منذ صغري، أنتمي للفريق الذي يختارني أولا، أحيانا كان يمنعني أبي من الخروج للعب، كنت أبكي كالمجنون، كان من الصعب إقناعه، كان يريدني أن أذاكر، أمي كانت تسمح لي باللعب دوما
لا ألوم أبي..
كان يقتل نفسه في العمل لإطعامي أنا وأشقائي السبعة، أما أنا فكنت أمزق حذائي في اللعب.
السيد دييجو هو أطيب شخص عرفته في حياتي، إذا طلب مني أن أجلب له السماء سأحضرها له ولأمي..
نشأت صلباً، لكن طالما قلت أنني لا أريد أن أكون مثلا أعلى أو قدوة لأحد.
*إعلامي سوري يقيم في السويد – عمل في صحيفة الشعب اليومية الأ{دنية