عندما تتخلى عن بخلك وتصبح “كريم”!
محمد الحتو
ستادكم نيوز – خرج من عباءة كريستيانو رونالدو وأطلق العنان لنفسه بعد سنوات طويلة ارتضى فيها أن يلعب دور “السنّيد” في زمن تنمّر عليه الجمهور لصيامه عن التسجيل تارة، وإهداره فرصاً سهلة تارة أخرى، حتى أن محللين ونقاد -يفترض أنهم عارفين ببواطن الأمور الكروية- طالبوا برحيله عن ريال مدريد مقللين من شأنه، ناقمين على حضوره الدائم أساسياً، مستكثرين ارتداءه القميص الأبيض!
نعم، هكذا كانت حناجرهم الغاضبة تصرخ في الماضي القريب ضد المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة ولطالما اعتبروه بخيلاً أمام المرمى، ولكن! لأنه النادي الملكي بفكره وثوابته وعدم وقوفه على رونالدو وراموس أو حتى زيدان، فقد ثبت بعد نظر إدارة فلورنتينو بيريز في الإبقاء على “الفتى المدلل” بقميص “الميرينغي” حتى 2023، ووضع شرط جزائي خيالي قيمته مليار يورو هو الأعلى للاعب كرة قدم في العالم مما أصاب بعض المشجعين بالصدمة!
الآن.. قيمة بنزيمة تزداد في الملاعب كلما مرَّ ربيع من عمره، إذ بلغ عامه ال33 ولا يزال في عزّ عطاءه بل وأفضل من ريعان شبابه، وهذا ما يؤكده بحضوره الملفت مع الريال وتحديداً منذ عامين عندما قاد الفريق للقب الدوري الموسم قبل الماضي، ويحمله حالياً على كتفيه هذا الموسم لاستعادة اللقب من الجار اللدود أتلتيكو مدريد.
رقمياً.. بهدفين ساحرين في شباك أتلتيك بلباو يكون بنزيمة قد سجل 15 هدفاً في 18 مباراة منها واحد من ضربة جزاء وسبع تمريرات مساعدة، ولا يتفوق عليه في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى سوى روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ الالماني (19 هدف في 17 مباراة منها ثلاث ضربات جزاء)، ما يعني أنه يتقدم على نجمنا العربي المصري محمد صلاح مهاجم ليفربول الانجليزي (15 هدف من 18 مباراة منها ضربتي جزاء)، والكندي جوناثان ديفيدز نجم ليل الفرنسي (12 هدف في 19 مباراة منها ضربتي جزاء)، ودوشان فلاهوفيتش مهاجم فيورنتينا الايطالي (16 هدف في 19 مباراة منها خمس ضربات جزاء).
وبعد تسجيله الهدف الأول الساحر بمرمى بلباو، الأربعاء، ظن بعض المشجعين المشككين في قدارت بنزيمة أن الصدفة ساهمت بالهدف، لذا وجب التنويه بأن النجم الفرنسي أحرز نسخة طبق الأصل من هذا الهدف في مرمى ريال سوسييداد عام 2015، كما في الفيديو المرفق.
أخيراً.. أضم صوتي للمدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي الذي يعتبر بنزيمة أفضل مهاجم في العالم حالياً، لأسباب عدة أبرزها: أنه أفضل لاعب يتمركز في مختلف أرجاء الملعب، يلعب دور المدرب في الميدان تكتيكياً، يحرك زملاءه الصغار ويمنحهم الثقة، عقليته تفوق أقرانه من اللاعبين بالربط المذهل بين خطي الوسط والهجوم، تأثير تحركاته واضح بكرة وبدون كرة، يسجل بكلتا القدمين، والرأس، لا يتذمر في أحلك الظروف، ويقوم بأدوار دفاعية كما الهجومية بلا كلل أو ملل.
مزاياه كثيرة.. وأي مدرب في العالم يحلم بوجوده معه.. “هذا من كنتم تسخرون منه يوماً يا جماهير الريال”!! خرج من ملعب بلباو وأصحاب الأرض يصفقون له بحرارة.
*إعلامي أردني يعمل في الإمارات