البطولة أهلاوية بيضاء والوصافة وحداتية خضراء
زياد الحمد
أسدل مساء أمس الأربعاء ستار بطولة كأس الأردن لكرة السلة في نسختها 16، وتوج الأهلي باللقب للمرة الرابعة على التوالي، وسط حضور جماهيري جميل، وبعد مباراة كانت حافلة بتقدم نادي الوحدات النقطي، رغم البداية العاصفة للأهلي وتقدمه بواقع 6 نقاط. كما حملت المباراة أمنيات جماهير الفريقين المؤجلة لحين انتهاء الوقت والتي ذهبت لصالح الأهلي في الثواني الأخيرة، كمكافأة على مجهود وانضباط تكتيكي ظل دغلس يحققه من خلال لاعبيه ثانية بثانية، حتى قطف بالكامل ثمار النتيجة 62:65.
وبقد ما تحمل الخسارة أو يحمل الفوز في عالم كرة السلة كباقي الألعاب من ألقاب، بقدر ما سوف تختزن الذاكرة الرياضية مهارات و خبرات تكون لازمة تحقيقا لمستقبل أفضل. والعبرة والفائدة هي حسن الاستعداد وتوفير ما يلزم نظريا وعمليا لمواصلة الحضور بعقلية الخبير المتمرس، لا بعقلية الحشد والضوضاء وما يبثه بعض الإعلام الرياضي من تهويل وتمجيد.
لا جدال في أن الكتيبة الخضراء أبلت بلاء حسنا ترفع له القبعة، وأن العملاق محمد شاهر قد ظهر دون منافس تحت السلتين، وأن أشرف الهندي كان عاملا حاسما في أكثر من مناسبة، وأن ماسون المحترف رغم اخفاق الثلاثيات برع في الانطلاق والتسجيل وكسب الأخطاء، وأن الزعبي رغم إصابته قد وضع بصمته في معظم ألعاب الفريق.. لكن هذا كله لم يكن كافيا أمام فريق رغم فقدانه لعنصر الطول الحاسم إلا أنه لعب بواقعية وانضباط، مدركا أهمية استثمار ما لديه في الملعب وفي اللحظة المناسبة، فعرف كيف يستنفذ مجهود لاعبي الأخضر، وعرف كيف يتفنن في كسب الأخطاء، مستثمرا حقيقة أن دكة بدلاء الوحدات لم تسجل أي نقطة في حين سجلت دكة بدلائه 28 نفطة.
لا شك بأننا استمتعنا بأداء الفريقين والحضور الجماهيري الراقي، الذي وصل للصالة رغم برودة الطقس، ولم يتوقف عن التشجيع طوال المباراة، ولا شك أننا استمتعنا بالنقل الموفق للقناة الرياضية الأردنية للبطولة بصوت المبدعين محمد ملص وسامر طه وكل من تمت استضافته من مهتمين ومدربين أضفوا رونقا باهرا على المباريات.