45 دقيقة تكشف ألف حقيقة
محمد الحتو
ستادكم نيوز_45 دقيقة تكفي لشرح واقع الكرة الأردنية في السنوات الأخيرة، نمتلك لاعبين بمعادن رجال، وخامات ممتازة في كل بيت وحارة ونادٍ، من الشمال إلى الجنوب، وروحنا وعزيمتنا ووطنيتنا بحجم الجبال، ولكن كل ما ينقصنا “عقول إدارية”، واتحاد يدرك الحاجة الماسة إلى رحيله لتغيير النهج واستدعاء فكر متجدد!.
تخيلوا أن المنتخب الذي قدم شوط العمر وأجمل دقائق ربما في تاريخ الكرة الأردنية كان يحتاج فقط الى تجنب الانهيار البدني لكي يكمل مباراته أمام مصر على أكمل وجه ويرسم فرحة تأهل على وجه أنصاره! إذن ببساطة، هناك تقصير في تقديم الطاقة اللازمة للاعبين حرمنا الفوز المستحق!.
كثيرون شككوا بقدرات المنتخب وسخروا من اللاعبين بعد رباعية المغرب! غير أن مباراة مصر في ربع نهائي كأس العرب، وجرّ أحد أفضل منتخبات إفريقيا في العقود الأخيرة إلى أشواط إضافية بعد إحراجه في الشوط الأول تحديداً، غيّر الصورة النمطية عن المنتخب، وكشف حجم الخلل في الاتحاد وطريقة إدارته للعبة وقبل كل شيء تقصيره في إعداد “النشامى”!
دورينا ضعيف، أنديتنا مفلسة تدار بلجان مؤقتة، اتحادنا منزوع الثقة وفاقد الصلاحية، معسكراتنا فاشلة “ثلجية والبطولة في الخليج”!
ويبقى رأس مالنا فقط في هؤلاء اللاعبين الشبان، لنبني عليهم الآمال، ونبحث بإخلاص -دون محسوبيات وواسطة- عن خامات مشابهة تردف المنتخب، وأراهن بأن الوطن يذخر بأكثر من يزن النعيمات وعشرات علي علوان، وإحسان حداد، غير أنهم بحاجة إلى سقاية في سن مبكرة حتى النضوج وحينها فقط نستطيع القطاف.
هناك من تساءل: “إلى متى سنبقى نطبل للأداء المشرف بلا نتيجة؟”، وآخر اعتبر الخسارة “هزيمة وخيبة كبيرة”، فيما كسّر ثالث مجاذيف الأمل وطالب بحل المنتخب وتغيير اللاعبين!! نعم، المشاعر مختلطة بين الفخر بالأداء، وغضب من الوداع، خصوصاً أن المنتخب ظهر بمستوى أفضل من مصر في الشوط الأول ولو كان قد أنهاه بهدف ثانٍ لكان الفوز من نصيبه.. ولكن علينا التسليم بأن العقلية التي تدار بها الكرة الأردنية لا تجدي نفعا ولا تواكب المستقبل وليس بإمكاننا المضي قدما بفكر يستثمر بطريقة واحدة منذ الأزل.
أخيراً.. تحية للاعبين فقط كنتم أبطال.
#إهلامي أردني يعمل في الامارات