كلام في كلام….كأس العرب وشمال أفريقيا
زياد الحمد
ستادكم نيوز – كرة القدم رياضة جامعة لها من الرسمية والشعبية جمهورها الكبير، وآمال وتطلعات ظلت على الدوام حاضرة في كل المناسبات، تؤلف بين الأخوة وتجمع الأشقاء، أهزوجة هنا وأهزوجة هناك ثقافات، وفن، ممزوجة بعاطفة الانتماء، وبهاء الظهور.
وكأس العرب اسم له بريقه، و نفاذه، و جماله فهو الشعار الذي يجمع المنتخبات العربية في دوحة قطر الجميلة، وهو الطموح الذي يسعى كل المشاركين لنيل شرف البطولة فيه، ثم العودة للديار. بيد أن هناك مفارقة كان على الرياضيين ومعدي البرامج و بعض المعلقين الانتباه لها والتريث قبل إصدار التصريحات.
الكثير ممن ذكرتهم وبطيب خاطر تمنوا أن تكون الكأس “عربية”، رغم أنها كذلك لو ترك الأمر دون تصريح. فجميع الفرق المشاركة عربية خالصة إن لم يكن بالعرق والجنس فهي عربية بانتسابها للدين واللغة، و جميعها لها عضويتها الكاملة في المؤسسات الرسمية العربية وفي مقدمتها الجامعة العربية.
ولدى مطالعة العديد مما يكتبه أشقاؤنا وأخوتنا من شمال أفريقيا وقعت على عبارة: تقول إذا كنتم تتمنون أن تكون كأس العرب “عربية”، فلماذا تمت دعوتنا ؟! وهذه العبارة تحمل كما هو واضح في طيها أننا أصحاب أعراق وثقافات وتاريخ ليس عربيا الا بانتسابه لأمة العرب ولغتهم ودينهم، وهذا كاف، كما أنها تحمل ما يشير إلى أن هذه الأجناس لها دورها الكبير في التاريخ العربي الإسلامي الذي لا فكاك من الاعتراف بأنهم كانوا أصحاب اليد الطولى في فتوحات شمال أفريقيا والأندلس.
كان من الممكن تجنب ملامسة حفيظة أحبتنا وأخوتنا هؤلاء لنحول دون شعورهم بأنهم غرباء واللافت هنا أن منتخباتهم وبالخط العريض ذات باع طويل في كرة القدم وتسبق بمراحل منتخبات آسيا إعدادا ونتائج وخبرة وقدرة فنية. وهذا واضح جدا في هذه النسخة العاشرة من الكأس العربية.
نشامى الأردن وأسود أطلس والرافدين ونسور قاسيون ومحاربي الصحراء، وشباب الإمارات والأخضر السعودي، ومنتخب الفدائي الفلسطيني وأبناء الكنانة، وأبطال عمان، ونجوم قطر المستضيفة، ورجال تونس الخضراء، و بحارة البحرين، وأعزاء موريتانيا، وأرز لبنان، و السودان الحبيب، الكل عربي عربي، وأخ وشقيق، ومحب ومحبوب، لا حواجز تفرق ولا فوارق تفرق.