ستوديوهات تحليل المباريات ومضافة ابو محمود
د . فايز أبو عريضة
عندما تستمع الى التعليقات والتحليلات لكرة القدم ،تجد ان التعليق على المباريات لا يتجاوز الوصف لما يدور في الملعب من اداء اللاعبين ومجريات المباريات ،وقد يتلاعب المخرج احيانا في نقل بعض اللقطات المثيرة من المدرجات لاطفال او لمشجعين من الجنسين ،ليريح المشاهدين من ضغط بعض المعلقين الذين يفسدون جو المباراة بالمبالغة في حديث لا معنى له ولا يضيف شيئا للمشاهد ،وهذا لا يمنع وجود بعض المعلقين من تستمع بتعليقه وتحليله وحياديته وخفه روحه ،ولكن الذي لا نستطيع فهمه الاستديوهات التي تعج بالمحللين قبل وبين الشوطين وبعد المباراة ،وتسمع كلاما عجبا وبعضهم يتبادل الادوار مع المدربين ،فهو اليوم في ستوديو التحليل وبالامس كان في الملعب ،فالكلام سهل والتدريب صعب وابعاده متعددة ومتطلباته اصعب علميا واداريا وسيكولوجيا ،والنتيجة ليس بالضرورة نتاج اجتهاد مدرب لوحده والخسارة لا يتحملها المدرب وحده ايضا ،نحن لا نلوم الجمهور الذي ينشد الفوز لفريقه حتى لو كان من اضعف الفرق ،ولكن التحليل ما عاد تكرار لكلمات وجمل مملة وتحمل التعميم الذي لا معنى له ، وانما هو حصيلة علمية للاحصاء والمراقبة الدقيقة والقدرة على التحليل الادق ،والتفسير المقنع بالعلم وبلغة الارقام، لما يدور في الملعب ،وفي ضوء التقنيات الحديثة الرقمية ،والتي تضع امام المشاهد الارقام التفصيلية واصبح لا حاجة سوى لعرضها وتحليلها لمن يستطيع الى ذلك سبيلا ، دون الحاجة الى مضافة ابو محمود وسواليف الحصيدة.
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك