د. محمد السكران
مع نهاية الموسم الكروي الاستثنائي ، لا بد من وقفة تأملية نقديه: تشمل عمليتي التقييم والتقويم …أعني بالتقييم التأكيد على الممارسات الايجابيه وتدعيمها، وتلمس الجوانب السلبيه لتلافيها
مستقبلا. …نتعلم من الماضي ونجتهد في المستقبل فلا نعيش في كان واخوتها …..اولا:نحن بحاجة ماسة إلى تقنية ال(VAR ) التي هي بمثابة العين الثالثة للحكم الذي نحب ان نكرهه ،وقد اثبتت هذه التقنيه فاعليتها على مستوى العالم بإعادة النظر في كثير من قرارات الحكام وبخاصة عند احتساب ركلات الجزاء ودقة التسلل …..والشواهد كثيرة في هذا الموسم لا داعي لذكرها…. …..
ثانيا: من خلال متابعتي لمباريات الموسم ومن خلال تجربتي العمليه والعلميه ومن خلال ما شاهدته من انفعالات ،وإثارة وحماس، وغضب، وتوتر وضغوط نفسيه هائلة على اللاعبين ،المدربين، الاداريين وكذا الحكام فإنني ادعوا أصحاب القرار في اتحاد كرة القدم إلى تشجيع الأندية بضم معالج أخصائي إلى الكادر الفني للفرق، لاهميته البالغة في حسم نتائج المباريات من حيث الاعداد النفسي والإعداد العقلي ……لنتذكر ان نتائج المباريات الأخيرة في هذا الموسم في القمة والهبوط لم تحسم الا بحسن الاعداد النفسي من خلال رفع الروح المعنويه، والهدوء والاتزان الانفعالي داخل ارض الملعب لتحقيق الهدف المنشود …..كما يعاني الكثير من نجوم الكرة ضغوطا نفسيه هائلة في حالة الفوز أو الخسارة ،وكذللك أضواء النجومية والشهرة التي تفرض عليهم سلوكيات، وحياة ترضى عنها الجماهير وهي أمور لا يتحملها البعض من لاعبين، ومدربين وكذا الحكام ،وبخاصة بعد تحول اللعبة من الهواية إلى الاحتراف ،وازدياد ضغط التواصل الاجتماعي عن طريق السوشال ميديا والتي سهلت الوصول إليهم مدحا وشتما وقدحا في الأعراض وما إلى ذلك لا داعي لذكرها…..تشير الدراسات العلمية إلى مدى انتشار الأمراض النفسيةبين لاعبي كرة الفدم…. ومع ذلك يرفض الكثيرون من المدراء الفنيين وجود المعالج النفسي أو الاخصائي النفسي ضمن الكوادر الفنية فيعتمدون على تجاربهم الشخصيه في حل المشكلات بعيدا عن العلم وأصحاب الاختصاص .
للأسف لا يزال اللجوء إلى الطب النفسي وصحة عار في وطننا ….نظرا للفهم الخاطئ لكلمة الطب النفسي أو المعالج النفسي…..فما زالت محاولات الاتجاه نحو الطب النفسي في عالمنا الرياضي تعتمد على المجهودات الفرديه المعتمدة على الخبرة والتجربة غير العلمية.
*المدير الأسبق لدائرة حكام الكرة