محطات هامة من التاريخ المبكر لكرة القدم

كتب : ملكون ملكون
ستادكم نيوز – على مدار عشرات السنين كان مشرعو كرة القدم وواضعو قوانينها يسعون لتطويرها وازدهارها دائماً لتبقى محط الأنظار واللعبة الشعبية الاولى في العالم.
و خلال أكثر من قرن مضى توقفت كرة القدم أمام منعطفات غيرت من وجهها ووجهتها، لذا دعونا نتوقف عند هذه المنعطفات الهامة في تاريخ كرة القدم :
بلا ضوابط
*عام 1863:بدأت كرة القدم تمارس في انكلترا بلا ضوابط حيث كان العنف مسيطراً على أجواء اللعبة التي كانت تمارس في أيام العطل والأعياد كطقس من طقوس الاحتفال بهذه الأعياد.
و منذ وقت مبكر في القرن التاسع عشر بدأت كرة القدم تأخذ مكانها المدهش في الملاعب و المدارس حتى جاء الطلبة في جامعة كامبريدج و حاولوا توحيد قواعد اللعبة عام 1840، واستغرقت النقاشات والمداولات والاجتماعات حوالي الستة اشهر حتى اعتمدت في صباح خريفي عاصف في 26 اكتوبر عام 1963 عندما وافق ممثلو “12” نادي ومدرسة على قانون اللعبة، فيما رفضت مدرسة واحدة هي مدرسة “بلاكهيث” أحد بنود القانون وبالتالي انسحبت فوافق الاعضاء الآخرين على تشكيل اتحاد لكرة القدم .
*عام 1872:على ملعب كريكيت مبلل بالمطر و في يوم السبت 30 نوفمبرعام 1872 استضافت اسكتلندا انكلترا في اول مباراة بكرة القدم بين البلدين، الفريق الاسكتلندي ارتدى قمصان زرقاء و بناطيل بيضاء ضيقة و جوارب مخططة بالأبيض و الأزرق، فيما ارتدى الفريق الإنكليزي قمصاناً و بناطيل و جوارب بيضاء.
الفريقان استخدما ما يسمى اليوم بالتشكيلات أو الخطط الكروية فلعبت اسكتلندا بخطة”2-2-6″ وانكلترا بخطة”1-1-8″، ولكن الخشونة كانت غالبة على أداء الفريقين لدرجة أنها تشبه أداء لاعبي الركبي اليوم، المباراة انتهت بالتعادل السلبي”0/0″و بلغ عدد الحضور 4000 متفرج.
خلافات
*عام 1886:على الرغم من توحيد قوانين اللعبة عام 1863، إلا أن خلافات كثيرة طفت على السطح فأندية شيفيلد بقيت مصرة على أفكارها الخاصة، ولكن تشكيل اتحاد لكرة القدم وضع حداً لكل هذه الخلافات والنقاشات مما انعكس بشكل إيجابي على زيادة شعبية كرة القدم، و تكوّن الاتحاد من ممثلي الجمعيات الأربع في المملكة المتحدة و كان الاجتماع الأول في 2/يونيو/1886 لحماية قوانين اللعبة و إقرارها بأغلبية الأصوات.
*عام 1891:قبل عام 1891 لم تكن هناك عقوبات تفرض على اللاعبين وبالرغم من أن اعتماد الاحتراف في كرة القدم عام 1885 قد جعل عدد اللاعبين والإداريين والمدربين يتزايد إلا أن عدة تغييرات دراماتيكية قد أُقرت واُدخلت على قانون اللعبة منذ عام 1891 بعد اقتراحات مقدمة من قبل الجمعية الايرلندية
في ذلك الوقت كان يقود المباراة حكمان، واحد لكل فريق، ويقف الحكم في البداية على خط التماس ليحسب الوقت، ولكن منذ عام 1891 تغير كل شيء، واصبح الحكم عنصرا أساسيا في اللعبة وعين له مساعد كما اعتمدت شبكة المرمى لتكتمل ملامح المرمى بعد أن دخلت العارضة لتحل محل الشريط قبل 16 سنة.
*عام 1902:الكثير من العلامات المعتمدة في الملاعب هذه الأيام جاءت كنتيجة منطقية للقوانين التي وضعت منذ زمن طويل فمن ملاعب القرية الى المتنزهات الى الملاعب انتقلت كرة القدم و بالتالي كان واجباً أن تقل تدريجيا مساحة الملعب حيث لم تكن هناك علامات في البداية، ولكن مع وجود الملاعب المخصصة لكرة القدم وجدت الخطوط البيضاء المحددة لمساحة الملعب، و كان لابد من موقع لضربة البداية فاعتمدت بقعة في وسط الملعب على أن يقف اللاعبين على بعد عشرة ياردات منها وبالتالي وجدت دائرة المنتصف وقسم الملعب لنصفين فاعتمدت عام 1882 رمية التماس بكلتا اليدين، وعام 1869 ضربة المرمى وعام 1873 الضربة الركنية وخط المرمى وقوس الضربة الركنية، وعام 1891 ضربة الجزاء التي كانت تنفذ من أي مكان على خط طول 12 ياردة حتى عام 1902 عندما تقرر منح ضربة الجزاء لارتكاب خطأ أو مخالفة في منطقة الـــ 18 ياردة من خط المرمى وبعرض 44 ياردة، وبذلك وجدت منطقة الجزاء ونقطة الجزاء ومنطقة صندوق المرمى بطول 6 ياردات وحتى بعد مرور 35 سنة أخرى بقيت القطعة النهائية لاحتساب ضربة الجزاء هي النصف دائرة المرسومة في نهاية منطقة الجزاء.
الانتشار
*عام 1904:مع انتشار أخبار كرة القدم عبر البحار وانتشارها في اوروبا ونقل البحارة البريطانيون لعبتهم الى أنحاء العالم تقرر في مايو عام 1904 تشكيل الاتحاد الدولي لكرة القدم في باريس بمشاركة سبعة أعضاء أساسيين “فرنسا، بلجيكا، الدنمارك، هولندا، اسبانيا، السويد، سويسرا”. المملكة المتحدة أبدت قلقها من وجود هيئة دولية تدير أمور كرة القدم إلا أن هذا القلق تبدد بعد سنتين عندما تولى ” دانييل بيرلي وولفول “رئاسة الفيفا عام 1906.
*1913:بينما كان رجال السياسة يشكلون تحالفات دفاعية لخوض الحرب العالمية الاولى،كانت كرة القدم تقرب اكثر بين الشعوب فأنضمت الكثير من الدول للاتحاد الدولي لكرة القدم ولم يعد مقتصرا على الدول الأوروبية فأنضمت جنوب افريقيا عام”1909/1910″والارجنتين وتشيلي عام “1912”الولايات المتحدة الامريكية عام “1913”.
تنظيف القوانين
* في النظم التكتيكية المبكرة لكرة القدم كانت الفرق تلعب بثمانية لاعبين في الهجوم مما أعطى للمباريات طابعا هجوميا، ولا ننسى هنا أن التسلل لم يكن معتمداً حينها مما أثار اعتراضات شديدة قادها نادي شيفيلد فتم حل الإشكال مؤقتاً في عام 1860 باعتماد مبدأ اللاعبين الثلاثة بحيث يعتبر المهاجم متسللا إذا كان أمام آخر ثلاثة مدافعين .
هذا التغيير الجذري الهام أضفى على المباريات طابعاً جمالياً أكثر مع ازدياد عدد الأهداف والمباريات الجميلة وساهم في ذلك منع حراس المرمى من الإمساك بالكرة خارج منطقة الجزاء في عام 1912 ثم تعديل آخر عام 1920 ثم في عام 1925 تم تقليص عدد المدافعين في حالة التسلل إلى لاعبين اثنين لتتواصل التغييرات الجذرية التي دفعت بكرة القدم للتطور الأكثر .
قانون كرة القدم الذي كان مقتصرا على 17 مادة فقط أقرها الاتحاد البريطاني لكرة القدم كان بحاجة للكثير من التعديلات مع حلول عام 1937 و أتى “ستانلي راوس” عضو الاتحاد البريطاني وأول مسؤول استخدم نظام الخط القُطري في التحكيم و الذي أصبح فيما بعد عام 1961 رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم
“راوس” بدأ بتنظيف مواد قانون اللعبة نافضاً الغبار عنها وتحديثها بشكل منطقي وتدريجي ولكن بإيقاع بطيء حتى بدأت التعديلات تأخذ شكلها الحقيقي بعد ستين عاما وتحديدا عام 1997، فقد كانت كرة القدم بحاجة للغة عصرية تواكب التطورات التي كان يعيشها العالم .
**و تحولت كرة القدم في الربع الأخير من القرن الماضي إلى ظاهرة عالمية لا تضاهيها في الجماهيرية أية لعبة أخرى، فكثرت البطولات القارية و العالمية، والمسابقات الخاصة بالأندية، وأضفى النقل التلفزيوني بعدا جماهيريا للعبة فدخلت كرة القدم إلى كل بيت في أرجاء المعمورة، فاصبح لزاما أن توضع نظم و قوانين لتكريس الروح الرياضية واللعب النظيف لما للرياضة من تأثير اجتماعي وانساني وحضاري، ثم اصبح المال و الاحتراف مسيطرا على العقلية التي تدير اللعبة فاصبح الاهتمام بالنتائج اكبر وأهم مما حتم على الفرق اتباع خطط دفاعية اكثر فانحسر الأداء الهجومي و بدأت الكرة الجميلة بالتواري، فدخل تعديل جديد على نظام التسلل عام 1990، وحظر على حراس المرمى الإمساك بالكرة المعادة من المدافعين، وقلص زمن احتفاظ حارس المرمى بالكرة بين يديه، واعتمد نظاما صارما مع الخشونة المتعمدة من الخلف إذ يعاقب اللاعب بالطرد كل ذلك من اجل إعادة الصورة المشرقة و الجميلة و الهجومية و النظيفة لكرة القدم .

*إعلامي سوري يقيم في السويد عمل في صحيفة الشعب اليومية الأردنية

 

مقالات ذات الصلة

اترك رد

شريط الأخبار
تسمية الطواقم التحكيمية لمباريات كأس الأردن ربع نهائي كأس الأردن CFI ينطلق.. غدا الحسين يعبر مغير السرحان ويحافظ على الصدارة ريال مدريد يحصد كأس القارات FIFA قطر 2024 .... استاد لوسيل يشهد النهائي بعد عامين على استضافة النهائ... رابطة المقاتلين المحترفين تعلن عن بطاقة النزالات الكاملة لبطولة "طريق الأبطال إلى دبي"   منتخب الناشئين يتفوق على نظيره البحريني ودياً بالكرة رئيس الاتحاد الرياضي العام في سورية: نريد بناء رياضة حقيقية ونمدّ يدنا إلى الجميع اتحاد الكرة يصدر جدول مباريات الدور ربع النهائي لبطولة كأس الأردن ....جدول منتخب الناشئين يلتقي مستضيفه البحريني وديا بالكرة غدا أبو جاموس يقود الوحدات للفوز على السلط ريال مدريد يصل إلى الدوحة استعداداً لخوص نهائي كأس القارات للأندية FIFA قطر 2024 الفيصلي يرفض عرض إعارة العرسان  عيرا ينتزع لقب دوري الطائرة ولأول مرة إتحاد كرة السلة ينهي عقد المدرب وسام الصوص إنتر ميلانو يثقل مرمى مضيفه لاتسيو بسداسية انتخاب مجلس إدارة جديد لاتحاد كرة اليد منتخب الناشئين يعسكر في البحرين ويلتقي منتخبها في مباراتين بمشاركة ريال مدريد في استاد لوسيل الأيقوني:المشجعون على موعد مع مواجهة تاريخية في نهائي كأس القارات ... نقل مباراة الوحدات والجزيرة إلى إربد سما السرحان يبعد الصريح ويتأهل في كأس الأردن