د. فايز أبو عريضة
تعاني الرياضة العربية في كافة مستوياتها وخاصة التنافسية منها وفي كافة المواقع بدءا من الاندية والاتحادات الرياضية والمنتخبات الوطنية من متطلبات اساسية تتمثل في المزج والتوافق بين عنصري الخبرة والتاهيل المهني والاكاديمي في قيادة وادارة رياضات المستويات العليا،وخير دليل على ذلك المستوى المتواضع الذي ظهرت هذه الدول في الدورة الاولمبية الاخيرة في طوكيو لانه بدون ذلك لن تستقيم الامور ولن تحقق النتائج المتوقعة وهذا ما توصل اليه الخبراء والباحثون في دراسات لسنوات طويلة وجاء في استنتاجاتهم ان معظم الاخفاقات وعدم تحقيق النتائج يرجع إلى نقص في الخيرات الادارية والفنية، كل من مجاله وموقعه، وهذا لا يعني عدم اهمية الامكانات المالية واللوجستية وخاصة في الاندية، ولكن في الاغلب ما تتوفر بشكل جيد للمنتخبات الوطنية على سبيل المثال ومع ذلك تجد التراجع في المستوى الفني لعدم توفر عنصري الخبرة والتاهيل الأكاديمي التخصصي في الكوادر الفنية والادارية المرافقة، وهذا ما يجب ان تتنبه اليه الاندية والاتحادات الرياضية والاستفادة من تجارب الاخرين وجاء ت نتائج دراسات لباحثين تابعوا نتائج بطولات عديدة محلية ودولية واولمبية وبارااولبمية كالتي انتهت بالامس في طوكيو، توصلوا إلى ان خطأ فنيا بسيطا لقصور في الخبرة والتاهيل المهني والاكاديمي افقد دولا بطولات وميداليات اولمبية وبارااولبمية لتفوق تكتيكي لمدرب خبير واعجبني رسالة الصديق الاستاذ الدكتور امر الله البساطي استاذ التدريب الرياضي والعميد الاسبق لكلية التربية الرياضية في جامعة المنصورة عندما وجه رسالة مفتوحة على صفحته للاتحادات المعنية وخاصة كرة القدم ،تدخل في هذا المضمون والذي اشار فيه إلى ان اعداد المنتخبات والبرامج التدربية وضبط ومراقبة الاحمال التدريبية واسس اختيار اللاعبين وقراءة المباريات واستخدام التكنلوجيا الرقمية وامور عدة تدخل في في هذا السياق يؤكد إلى ضرورة ان تتولى لجان فنية في الاتحادات الرياضية مراقبة ومتابعة وتقييم اداء المنتخبات الوطنية والمساهمة في التخطيط بكافة مستوياته، والذي تطرقنا اليه مرات عديدة في اكثر من خاطرة، ولا بد من عمليات التاهيل والتطوير المستمر للكوادر الفنية والإدارية في الاتحادات الرياضية والاستعانة بالخبراء والباحثين وخاصة في موضوع المنتخبات الوطنية تحديدا، اسوة بما هو معمول به في دول عديدة في ألعالم في هذا الميدان واحرزت بطولات اقليمية ودولية وميداليات اولمبية بامكانات اقل من العديد من بعض دولنا العربية.
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك