هل نجحت دورة طوكيو 2020 ؟
د. فايز أبو عريضة
عندما ترددت اللجنة الأولمبية الدولية في قرارها العام الماضي بعد انتشار وباء كورونا في المضي في اقامة او تاجيل او الغاء الدورة الاولمبية ،وكان القرار باقامتها في 2021 ونحن نشاهد ونراقب الدورة من خلال الوسائل المتاحة والتي ستختتم في الثامن من اب الحالي .وقد فوجئنا بالافتتاح التقليدي الطويل والممل ولا جديد فيه من دولة كاليابان ،وهناك اخفاقات عديدة في الاقامة والتنظيم وادارة المسابقات والتعامل مع الوباء ،ولم تظهر بعد الاخفاقات التي حصلت خلال الدورة ،وقد تظهر لاحقا بعد عودة الوفود الى اوطانها والبوح بما شاهدته ،وقد اشار الصحفي الرياضي البريطاني (جوناثن ليو )في صحيفة الجارديان قبيل الدورة ما يفيد ان المال هو السبب الرئيسي وراء عملية الاصرار على اقامة الدورة ،وسبب ذلك يعود الى ان على اللجنة الاولمبية الدولية اعادة مبلغ يصل الى 2.9 مليار جنيه استرليني والذي يشكل 75%من موازنتها لاصحاب شركات البث في حال الغاء الدورة ،ناهيك عن خسارة اليابان الكبيرة من الغاء الدورة ،علما بان الاصرار على اقامتها اخل بالاجندة الدولية في دورات والعاب مختلفة واضر ببرامج العديد من الاتحادات الرياضية الدولية والوطنية ، وقد الغيت دورات في الحربين العالميتين الاولى والثانية وبقي الترتيب الرباعي للدورات الاولمبية منتظما ،اضافة الى غياب الجمهور الذي هو دوما فاكهة الالعاب الاولمبية وسر نجاحها ، وفي المقال ذاته المح جوناثن في الجارديان بالاموال الطائلة التي تتقاضها مجموعة من اللجنة الاولمبية الدولية والغير خاضعة للمساءلة على ذمة الراوي وعددها 102شخص، والذي ارجع فيه( جوناثن ليو )السبب الرئيسي لاقامة الدورة لغايات مادية فقط ،مما يشوه مفهوم الميثاق الاولمبي ،وينذر بسيطرة المال على الملف الاولمبي بعيدا عن الروح الاولمبية والتي كانت سببا ومبررا لاعادتها من جديد في نهاية القرن التاسع عشر فهل يخرج علينا امبراطور جديد ويلغي الدورات الاولمبية كما الغى الامبراطور ثيودسيوس الالعاب الأولمبية القديمة عام 392 م لانها خرجت عن اهدافها التي بدات من اجلها ،واليكم عنوان المقال في الجارديان في عددها الصادر في 21/7/2021 !Jonathan Liew (The chaos of the Tokyo Games show what the Olympic is really about money).
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة االيرموك