أخطاء “الحكام” لا تنتهي
تيسير محمود العميري
لا شك أن أخطاء الحكام خلال مباريات كرة القدم تعتبر جزءا من اللعبة، وأن تلك الأخطاء لا يمكن أن تنتهي مهما بلغت قدرات الحكام وتركيزهم الذهني، ومهما تم استخدام أدوات التكنولوجيا وآخرها تقنية “الفار”، التي كانت هي الأخرى مثار قلق وشك ونقد، ولعل ركلة الجزاء التي احتسبت لمنتخب إنجلترا على حساب نظيره الدنماركي في نصف نهائي كأس الأمم الأوروبية 2020، خير دليل على إمكانية حدوث أخطاء للحكام رغم التقنيات المستخدمة.
المتابع لمباريات دوري المحترفين الأردني، يشاهد ذلك الكم الوافر من الأخطاء المرتكبة خلال المباريات، في ظل غياب تقنية “الفار”، رغم أن اتحاد اللعبة قام في وقت سابق بعقد دورات تدريبية لكيفية استخدام “الفيديو”، وألمح آنذاك إلى إمكانية تطبيقه في الملاعب المحلية، لكن ربما ضعف الإمكانيات المادية وعدم القدرة على البدء في تطبيق التجربة، حال دون رؤية الحكام وهم يستندون في قراراتهم الصعبة لتلك التقنية.
ويبدو أن “ركلات الجزاء” من حيث الاحتساب أو عدمه، إضافة إلى احتمال وجود حالات تسلل عند احتساب بعض الأهداف أو عدم وجوده عند إلغائها، تعد أبرز القرارات التي يحتد النقاش حولها وتختلف وجهات النظر بشأنها، وربما في قناعة الكثيرين أن الحكام أخطأوا مرارا في مثل هذه المواقف، ما جعل الأندية الأردنية تتفق على نقطتين مهمتين، أولهما معاناتها جميعا من ضائقة مالية جعلتها تعيش في أزمة دائمة، وثانيهما معاناتها أيضا من أخطاء الحكام، ودفعها ثمنا باهظا لتلك الأخطاء والقرارات غير الصحيحة.
بعد أيام، وتحديدا يوم الأربعاء 21 تموز (يوليو) الحالي، تقام إحدى أهم مباريات الدوري التي لها خصوصية وتقليدية تجمع بين أكثر فريقين يتنافسان على الألقاب وهما الفيصلي والوحدات، ونتيجتها تسهم بشكل كبير في رسم ملامح الصدارة وربما في وقت لاحق الصراع على اللقب، وهذه المباراة برأيي وبعيدا عن فرض قناعات مسبقة وخلق أجواء أكثر حماسة وسخونة، تحتاج إلى التعامل معها بعقلانية وبعد نظر، فإذا كان الوحدات قد طلب حكاما من الخارج على حسابه، فليكن ذلك، حتى يتخلص الحكم المحلي من الضغط النفسي ولا يكون “الشماعة” لأحد الفريقين إن تعرض للخسارة.
ومع القناعة بأن “حكام من الخارج” يعد خيارا قانونيا وحقا متاحا لكل الأندية وفق ضوابط معينة، إلا أن ذلك لا ينفي احتمال ارتكاب الطاقم التحكيمي أخطاء مؤثرة، ولا يعفي الاتحاد ودائرة الحكام من تطوير قدرات الحكم الأردني، واستخدام أدوات التكنولوجيا خدمة لكرة القدم الأردنية.
*الغد