دكتور أبو عريضة يكتب…..عصف ذهني في جدلية مسميات التربية الرياضية
أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – مساء السبت الموافق السابع من كانون اول ديسمبر 2024 وبدعوة كريمة من الصديق العزيز الاستاذ الدكتور علي الجفري في منزله العامر باهله في مدينة جدة عروس البحر الأحمر بشاطئها الجميل وليلها الاجمل مع مجموعة من الأصدقاء والزملاء في المهنة الاكاديمية والإدارية في علوم الرياضة والتربية البدنية
وكان الجلسة لطيفة وممتعة بكرم وأريحية صاحب الدعوة والحضور الكرام ، (الدكتور حسين كوشك وكيل كلية علوم الرياضة ورئيس قسم الادارة الرياضية لدكتور عبد الرحمن الدرع قسم علوم الحركة والصحة.بجامعة جدة
وكان الحديث فيها متشعبا وشاملا لابعاد علمية واجتماعية وثقافية.
وتعرضت التربية الرياضية في جزء من الحديث إلى العصف الذهني حول الجدل الدائر حاليا في الوطن العربي وخاصة في الوسط الاكاديمي وكليات التربية الرياضية او علوم الرياضة.
فمنه من يرى ضرورة التغيير وهي سمة العلم والحياة في كل المجالات باعتبار ان مسمى التربية الرياضية لا يغطي الجوانب الاخرى من العلوم التي لها ارتباط بالرياضة كعلوم الطب والحركة والتربية والاعلام والرقميات والتحليل بكل اشكاله الفني والعلمي الخ من العلوم البحتة والإنسانية .
وفي ذلك وجهة نظر تحترم ولها من يتبناها ويدافع عنها بحجج قوية .
ومنهم من يرى ان المسمى التقليدي يغطي كل هده الجوانب لان التربية مفهم شمولي لكل الجوانب التي يوثر في شخصية الفرد البدنية والعقلية والنفسيه والمعرفية الخ.
اما بالنسبة لي فكانت وجهة نظري المتواضعة ان المسمى الذي كان يطلق على كليات ومعاهد الرياضة في الاتحاد السوفيتي وهو معاهد وكليات الثقافة الرياضية او البدنية( physical culture)
قد يكون الأكثر شمولا لما تهدف اليه التربية البدنية وعلوم الرياضة في أعلى مستويات الاهداف للوصول إلى ثقافة عامة ، وهو مفهوم قديم وقد تعرض هذا المسمى إلى انتقادات شديدة وغير موضوعية كاحد مظاهر ووسائل الحرب الباردة بين الغرب والاتحادات السوفييتي إلى جانب العديد من المجالات الأخرى،ومنها العلوم بكافة أشكالها،
وانعكس ذلك عن مفاهيم البعض من خريجي الدول الغربية من الزملاء العرب وكان الاصرار على ان هذه التسمية لا تعبر عن مكنون التربية الرياضية علما بان الثقافة هي محصلة للعلوم والتي تتطور إلى معارف مكتسبة ومن ثم تترجم إلى سلوك ثقافي وحضاري على الأفراد والمجتمع سواء في الملاعب او الشارع والحياة العامة وهذا ما تهدف اليه التربية الرياضية بكافة مستوياتها وأشكالها ، وقمة الطموح ان نصل إلى الحكمة والتي لا يمتلكها إلا نخبة النخبة في كل العلوم عامة والتربية الرياضية على وجه الخصوص، مصداقا لقول رب العزة في محكم تنزيله؛
(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) صدق الله العظيم.
وفي نهاية المطاف لا بد أن يشمل التعديل والتغيير كل اركان العملية ويبدا ذلك بالخطط الدراسية وتطوير مهارات اعضاء هيئة التدريس وتنوع التخصصات وكذلك تاسيس وتطوير مختبرات جديدة تناسب مع المتطلبات المستقبلية وكذلك الأمر بالنسبة لنوعية المدخلات وشروط القبول مع تطابق ذلك مع سوق العمل مستقبلا ،
وتم التوافق على ان التربية الرياضية بروحها العالية والتسامحية هي لغة التوافق والاتفاق حتى في الاختلاف الذي لا ينقلب إلى خلاف لاننا في مركب واحد .
واخيراً فان الطبيب المختص يعالج المرضى واختصاصي علوم الرياضة يعالج الأصحاء بتطوير قدراتهم البدنية والنفسية.
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك