الدكتوراة الأولى في علوم الرياضة مرورا بحواجز الاحتلال
أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – بالأمس ناقشت الطالبة هالة جابر المقدسية الرسالة الاولى لدرجة الدكتوراة في علوم الرياضة في جامعة النجاح الوطنية بنابلس في الأراضي الفلسطينية المحتلة ،ويبقى الخبر طبيعيا وعاديا لو كان الأمر يتعلق بلجان المناقشة والمواد الدراسية الخ من الاجراءات المتبعة في الدراسات العليا .
لكن الأمر ليست كذلك فالطالبة مثلها مثل بقية الطلبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة يعانون القهر والاعتقال والقتل اليومي في كل مكان حتى في غرف نومهم فكيف يكون الأمر في الطريق إلى الجامعات والمدارس في رحلة الذهاب والعودة اليومية .
والدكتورة التي نالت شهادة الدكتوراة بالأمس اجزم انها اصعب رسالة لدرجة علمية في التاريخ المعاصر وكان من الممكن للطالبة وأهلها ان لا يصلوا إلى الجامعة لا قدر الله ويستشهدون على الطريق لان التاخر عن الموعد بات امرا طبيعيا في ظل حواجز بالعشرات ، واتمنى عليكم ان تتصورون معي حواجز القتل والحجز والتأخير اليومي لكل من يمر هذا الطريق او ذاك ، طالبة الدكتوراة هالة جابر كانت تمر يوميا من القدس حيث تسكن إلى نابلس للوصول إلى جامعة النجاح بحواجز الصهاينة {مربعه ,زعتره قلنديا ,عورتا ,دير شرف }والقائمة تطول في الحواجز الطيارة واستفزازات المستوطنين اليومية على الطريق الذي لا يتجاوز الستين كيلو مترا ويحتاج إلى اكثر خمس ساعات في الظروف العادية فكيف بالاستثنائية .
فأي شهادة دكتوراة هذه المغمسة بدم الشهداء والجرحى والمعتقلين ومعاناة المرضى والأطفال في رحلاتهم اليومية ،
ونحن في هذا المقام نبارك لك ولأسرتك الكريمة ولكل المرابطين في بيت المقدس من اردن الحشد والرباط الأقرب إلى فلسطين دما وتاريخا وبكل معايير الاخوة وتضحيات الجيش العربي الأردني على أسوار القدس وباب الواد وكل فلسطين
ومن خلالك يا دكتورة هالة نهنئ كل القابضين على القلم والقابضين على الزناد والمنجل في سبيل تحرير فلسطين من ابشع احتلال عنصري في التاريح .
وكل التقدير والاحترام لجامعة النجاح الوطنية التي تصدت وانجزت مهامها الوطنية قبل الاكاديمية حيث كانت رسالة الدكتوراة الاولى في الداخل الفلسطيني المحتل في الرياضة
وكل التحايا للزملاء والاصدقاء في قسم علوم الرياضة بالحامعة العريقة من الاساتذة والمشرفين والمناقشين لانكم تقفون في خندق المواجهة مع الصهاينة شأنكم شأن المقاتلين على الجبهة
هذه نبتة جديدة يانعة ستثمر ثمارا طيبة في بيت المقدس لتحريره من الصهاينة باذنه تعالى .
* العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك