الدكتور محمد خير مامسر أيقونة الرياضة الأردنية في ضيافة الرحمن
أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – فجعت الاسرة الرياضية الأردنية والعربية صباح اليوم برحيل احد الرموز الرياضية العربية وأيقونة الرياضة الأردنية
وحيثما جلست والتقيت في بطولة رياضية او مؤتمر علمي او اي شيء حدث رياضي وطني او عربي منذ خمسينات القرن الا والمرحوم. باذنه تعالى الدكتور محمد خير مامسر حاضرا بكل قوة واحترام ومحبة من الجميع حتى في غيابه الجسدي.
قبل ايام قليلة التقينا بمجموعة من الزملاء والاصدقاء من الاكاديميين والاداريين والمدرسين في حقل التربية الرياضية في مختلف المواقع واستعرضنا التاريخ وكان للمرحوم الدكتور محمد خير مامسر النصيب الاوفر من العرفان والتقدير لما قدمه خلال مسيرته الرياضية التعليمية والادارية والاكاديمية والسياسية والانسانية
وهناك العديد من الجيل الجديد قد لا يعرف رجالات قدموا الرياضية الاردنية في اصعب ظروفها ومن حقهم علينا ان نذكرهم بكلمة طيبة وهذا اضعف الايمان وان نذكر الاجيال بهم.
ومن هذه الشخصيات والقامات الاكاديمية الدكتور مامسر وهو غني عن التعريف محليا وعربيا لبصماته وانجازاته في كل المواقع التي شغرها وهو من الأوائل الذي حملوا بكالوريس التربية الرياضية من المعهد العالي للتربية الرياضية بالاسكندرية عام 1962.
وعندما كان يذهب اي طالب جديد من الاردن للاتحاق بذاك المعهد الذي تخرج منه كان السؤال الاول هل تعرف محمد خير مامسر كنموذج يقتدى به للطلبة ،وترك اثرا طيبا أينما درس او عمل
ونحن من الاوائل الذين تعرضنا لهذا السؤال عند التحاقنا به في منتصف الستينيات وذلك للاثر الطيب الذي تركه عن الاردن في دراسته والتزامه وسلوكه الطيب.
وبعد التخرج عمل لفترة وجيزة في معهد المعلمين (العروب )بمنطقة الخليل بالضفة الغربية وبعدها كان من الاوائل الذين بداوا مع مسيرة الجامعة الاردنية واسس قسم النشاط الرياضي وكانت علامة فارقة للرياضة الاردنية وطبعا تسلسل في العمل الاداري والوظيفي من عمادة شؤون الطلبة في عدة جامعات اردنية وساهم في تاسيس كليات التربية الرياضية في معظم الجامعات الاردنية ورئيس لجامعة مؤتة.
واصبح وزيرا للتنمية الاجتماعية والشباب وعضوا في مجلس الاعيان وكتابه عن فترته في تلك الوزارة لا ينقصه الصراحة وطبعا مارس التدريب والتحكيم بعد اعتزاله اللعب في معظم الالعاب الجامعية في حقبة الخمسينيات والستينات من القرن الماضي وتراس مجلس ادارة النادي الاهلي لدورات عدة ،وكان خير سفير للاردن في لجان عديدة في الجامعة العربية ولجان الجوائز في مجال الرياضة والشباب في العديد من الدول العربية.
والحديث يطول لتاريخ يتجاوز عقودا ستة في العمل وله كتابات منشورة في قضايا اجتماعية وغيرها
ولكني في يوم رحيله اود ان اركز على جانب انساني من شخصيته وهو التسامح والترفع عن الصغائر وان اختلف مع احد فعنوان ذلك الادب وباخلاق الفرسان سواء من رئيس الوزراء ومع عدة رؤساء جامعات ومع هذا احترموا خياراته ولا زالوا يحترموه ويذكروه بالجراءة والصراحة في قول الحق والدفاع عنه .
واليوم ونحن نودعه إلى الدار الاخرة لا نملك الا الدعاء له بالرحمة والمغفرة والعتق من النار وان يسكنه الباري عز وجل الفردوس الاعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا
ونتقدم باحر التعازي للأسرة الرياضية العربية والأردنية ولأسرته الكريمة وانجاله واحفاده واصدقائه ومحبيه
وانا لله وانا اليه راجعون.