لعنات النهائيات.. كرة القدم لا تبتسم للمنطق
زياد الحمد
ستادكم نيوز _ أكثر ما يجعل كرة القدم مثيرة، وممتعة عدم احتكامها للمنطق، والحسابات الرقمية التي يحفل بها المديرون الفنيون للمنتخبات والفرق، باعتبارها الطريق الموصلة لفهم نقاط قوة، وضعف المنافس، ثم تحقيق أفضل نتيجة ممكنة بأقصر الطرق، ليس هذا فحسب بل وفي اختيار تشكيلة اللاعبين المناسبة.
و قد لا نختلف كثيرا على أن كرة القدم البرازيلية 1982، بقيادة تيلي سانتانا، كانت وما زالت من أمتع، وأجمل ما عرفت كرة القدم العالمية، وأطلقنا على الفريق “السّحرة ” ، للفنيات العالية، والأهداف الرائعة، والسيطرة على الملعب، حتى أصبح من المتعذر أمام أي منتخب الصمود طويلا، أمام الأداء الجماعي الرفيع، و تسديدات زيكو، وايدر، وفالكاو، واختراقات الدكتور سقراط .. ومع هذا كله جاء “باولو روسي” القادم من السجن، وركل البرازيل بهاتريك أسطوري، وضع إيطاليا طرفا في المباراة النهائية مع ألمانيا.
هذا الفوز الإيطالي رغم أنه جاء خلافا للتوقعات، ولما يشتهي عشاق أفضل جيل أنجبته البرازيل بعد جيل 1970، إلا أنه أكسب كرة القدم إثارة خاصة، زادت من أهمية نجومية لاعب بعينه، على نجومية فريق بأكمله!
وتابعت كرة القدم متعتها في مونديال المكسيك 1986عندما أطاح بلاتيني ورفاقه بذات المنتخب البرازيلي في مباراة وصفت بأنها “نزال القرن”، لما يتمتع به الفريقان من خبرات ونجوم مخضرمين تجاوزوا الثلاثين عاما.
الشاهد أن منتخب البرازيل هذا لم يحقق اي انجاز يذكر، حتى كوبا امريكا عجز عنها، وفازت به في العام 1987، الأوروغواي، التي صدمت الأرجنتين، صاحبة الأرض، وأقصت التانغو من دور المربع الذهبي .
ثم تذهب إلى حيث إنطلقت الكرة الشاملة من أكاديمياتها، هولندا وما تبقى من أطلال رينوش ميشالز عراب الكرة هناك، وأرنست هابل ، وأدفوكات، وجوس هدينك، وفان مارفيك، و لويس جان فال، لتجد ما ينقض فكرة المنطق، منتخب من النجوم يصل في ثلالث مناسبات لنهائيات كأس العالم في 1974 ضد ألمانيا، ثم في النسخة التالية ضد الأرجنتين، وأخيراً ضد إسبانيا في 2010، ويخسرها جميعا!!، وكانت البرازيل والأرجنتين حرمتا الطواحين من التأهل للنهائي في نسختي 1998 و2014 بركلات الجزاء الترجيحية، قبل أن يخسرا لاحقاً في النهائي ضد فرنسا، وألمانيا .