إنجلترا وهولندا على مفترق طرق الفوز أو العودة للديار
زياد الحمد
ستادكم نيوز -.. تتجه أنظار عشاق كرة القدم الأوروبية، صوب ملعب دورتموند، غدا الأربعاء، حيث تقام مباراة قمة نصف النهائي الثانية المرتقبة، بين منتخبي إنجلترا وهولندا، وقد أكمل الفريقان استعدادهما لخوض لقاء يحبس الأنفاس، يحجز الفائز من خلاله بطاقة العبور للعب المباراة النهائية لكأس أمم أوروبا 2024، مع إسبانيا التي تفوقت الليلة على الديوك الفرنسية بهدفين لهدف.
القراءات الرقمية التي تم رصدها تحمل حقيقة أن الهولنديين يمتلكون أفضلية واضحة على الإنجليز من خلال المواجهات المباشرة مؤخراً بين الفريقين، ففي آخر 9 مواجهات فازت إنجلترا مرة واحدة فقط في جميع المسابقات مقابل 4 تعادلات وأربع انتصارات للمنتخب الهولندي.
وقد جاء انتقال المنتخب الهولندي لهذا الدور بعد نجاحه في إقصاء تركيا، محققا فوزا صعبا 2:1 ، أما تأهل إنجلترا فمن بوابة سويسرا إثر خسارتها بنتيجة 3/5 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي، والإضافي بالتعادل السلبي.
فنيا وبعيدا عن التكهنات، تبدو المبارة للجانبين “فخا” تكتيكيا، سيحاول كل من غاريث ساوثغيت، مدرب انجلترا، والهولندي رونالد كومان إيقاع الآخر فيه، بما لديه من خبرات، وملاحظات، و اعتمادا على لاعبين بعينهم، بعول عليهم إنهاء المبارة بحلة بيضاء انجليزية أو برتقالية هولندية.
وبينما قد لا يدفع غاريث بلاعبيه نحو مغامرة هجومية مبكرة، خشية أخطاء قد تقود الفريق إلى خارج اليورو، فقد يدفع كومان بأجنحة فريقه لاختراق خطوط إنجلترا، وتحقيق ما يلزم من خطورة عند تقدم ديباي كلاعب ” رأس حربة ” و أحيانا كلاعب حر، وجاكبو من أقصى اليسار ، بوجود البديل الخطر فيغهورست، لإصابة مرمى بيكفورد ، ثم العمل على تغيير شكل الفريق، وهو ما يجيده لاعبو هولندا كلما اقتضى الأمر..
و ما هو واضح في منتخب هولندا، أنه لا يمتلك لاعبين نجوم في جميع الخطوط، و دكة مميزة كباقي المنتخبات الكبرى، ورغم ذلك فهو يملك لاعبين يحسنون اللعب داخل منطقة الجزاء، والتمرير العرضي وسرعة نقل الكرة، للأطراف ، والقتال للعودة للمباراة . و فيما عدا ذلك هناك نقاط ضعف لا بد من العمل لحلها كسوء التغطية، وترك المساحات التي تمنح الخصوم فرصة التقدم بيسر، كما أن ضعف التمركز السليم لاسيما عند شوتين، وريندرز في الوسط بتسبب في إضعاف المدافعين.
من ناحيته يتطلع منتخب الأسود الثلاثة، القادم من بلاد الضباب وبعد عبوره الدور نصف النهائي، إلى إنهاء مرحلة يكون فيها ضيف الشرف، وعدم تكرار إخفاقه أمام ألمانيا 1996 في ويمبلي عندما خسر نهائي أمم أوروبا بهدفين لهدف، وحينها أضاع مدرب الفريق الحالي غاريث ساوث ضربة جزاء .
ولمزيد من الإثارة المنتظرة لا بد من الإشارة إلى أن هوية اللعب الإنجليزية، التي كانت تكتفي بالكرات الطويلة، الأمامية، والعرضية و النمط الدفاعى المعتمد على 4 مدافعين فى الخط الخلفى وفقا لـ 4-3-3 أو 4-3-2-1 قد تغيرت نسبيا الآن وحلت محلها طريقة هجومية تعتمد على الاستحواذ، والضغط على المرمى، وسرعة الانتشار.
ويملك ساوثغيت مدرب الفريق وصاحب العقلية الدفاعية، كوكبة مميزة من اللاعبين وجيلا تاريخيا، مهاجمين وصناع لعب، أمثال هاري كين، وفيل فودين، وبوكايو ساكا، وجود بيلينغهام، وهم يقدمون مستويات استثنائية في المباريات، وبعضهم يمكنه أن يشكل عاملا حاسما من عوامل الفوز، و إحداث إحداث قدر كبير من الفوضى والخلل في صفوف المنافسين.
ويبقى السؤال المطروح هل يغير ساوثغيت بعض قناعاته التقليدية، مستثمرا ما بحوزته من اللاعبين في الشق الهجومي والمبادرة بالهجوم، وهو ما يراه مخاطرة ؟
ويدير مباراة أنجلترا وهولندا ويدير الحكم الألماني فيليكس تسافير.