صالح الراشد
ستستمر معاناة الأندية الأردنية في الموسم القادم ولن تكون قادرة على تجاوز مجموعة العوائق التي تضعها أمامها لجان اتحاد اللعبة، والتي يبدو أنها تسكن قمة القلعة الكروية ويعجزون عن مشاهدة الصعوبات التي تجتاح الأندية بسبب القرارات الخاطئة التي يتخذونها، مستغلين ضعف الأندية وعدم قدرتها على مواجهة الاتحاد الذي سيتسبب في تدمير اللاعبين بسبب المواسم الكروية الطويلة والمتلاحقة.
فالموسم الأردني دخل موسوعة جنيس كأطول موسم كروي بفضل محاولات الاتحاد غير المنطقية في العودة للأجندة العالمية بعد فشله في تطبيق أجندة شرق آسيا، وزاد من حجم الكارثة أن الاتحاد سعى لتطبيق التحول الكُلي مرة واحدة، وهذا أمر تسبب في زيادة مدة الموسم وزيادة نفقات الأندية والتي ستتزايد بشكل كبير كون الموسم الجديد متتابع للموسم الماضي، وهو ما سيؤدي أيضاً إلى زيادة عدد إصابات اللاعبين وتدمير البنية التحتية للملاعب وابتعاد الجماهير بسبب زخم البطولات وشعوره بالملل.
لقد ثبت للجميع ان اتحاد كرة القدم الأردني يعاني من ضعف الخبرات في شتى مناحي كرة القدم، ففنياً أثبت الهولندي ألكس بأنه ليس بمستوى طموح الكرة الأردنية حيث غادرت منتخبات الفئات العمرية من تصفيات بطولتي القارة والعالم، وفي مجال تنظيم البطولات ظهر أن ما يجري من تعديل سنوي على نوعية وأجندة البطولات يعود لقصور في خبرات اللجان المشرفة وعدم معرفتها بالسبل الحقيقة للتطور والإرتقاء.
وظهر جلياً ان اتحاد الكرة يرفض رفضاً قاطعا مشاركة الخبراء في قراراته المصيرية سواء أكانوا مدربين أو لاعبين معتزلين أو حكام، ويكتفي بموافقة الأندية التي تخلوا بدورها من الخبراء الحقيقيين، ويكتفي المتنفذون في الاتحاد للتغني بإنجازات المنتخب الأول في بطولة القارة الآسيوية وتصفيات كأس العالم، وهذا التغني يمثل نوع من الهروب من المسؤولية التي أخذها الاتحاد على عاتقه بايجاد راعي للموسى وزيادة قيمة عقد البث الفضائي، لنجد ان الاتحاد بلا راعي للموسم الثاني، ليعاني الجميع عدا الاتحاد وموظفيه الذين يحصلون على رواتب تفوق رواتب الأطباء والمهندسين والمعلمين بل حتى رواتب النواب والأعيان والوزراء، فيما المُحصلة الشمولية ضعيفة والجميع يتدثرون بنتائج المنتخب الوطني فقط.