محمد الحتو يكتب….ليس كل نجم معتزل.. “بيكاسو في التدريب”!
محمد الحتو
ستادكم نيوز -كرة القدم أنجبت نجوماً صالوا وجالوا وتفننوا وأمتعوا وبذلوا الغالي والنفيس من أجل شعار ناديهم بينهم أساطير تم تصنيفهم بأنهم أفضل من مارس اللعبة في التاريخ مثل الراحل الأرجنتيني دييغو مارادونا الذي فشل في ترجمة مهاراته لاعباً في قالب تدريبي ناجح سواء مع منتخب الأرجنتين أو الأندية التي دربها!.
تحول اللاعب المعتزل إلى مدرب باتت قضية بالغة الخطورة قد تدخله قفص الاتهام كما تشافي في برشلونة، وتطاله ألسنة المشجعين الغاضبين الذين كانت حناجرهم في وقت مضى تصرخ لمؤازرته لكنها تحولت لاحقاً للهجوم عليه بعد اختياره الوقوف في المنطقة الفنية.
السؤال: هل الاعتماد على تاريخ اللاعب المعتزل كافياً بالضرورة لإقناع إدارات الأندية “العاطفية” بمنحه منصب مدرب الفريق الأول والمقامرة في اختياره لقيادة النادي العريق من باب “ابن النادي” و”مدرب شاب” و”نعطيه فرصة” وغيرها من المصطلحات غير العلمية!!.
المدرب الحقيقي، هو من يتدرج بشكل سليم في عالم التدريب، يكثر من الدراسة الأكاديمية، يعايش المدارس الأوروبية النموذجية، يعمل مساعداً في البدايات، يشرف على فئات عمرية كحقل تجارب مؤقت، يراقب قدرته على صياغة أفكار فنية تتبلور على هيئة جمل تكتيكية في الملعب!.
نعم، التدريب علم وهندسة، وعمق في إيجاد استراتيجية وتنفيذها، وليس من العدل أن يأخذ نجم سابق لمجرد “اسمه الساطع” منصب “المدير الفني”، فيما مدربين مجتهدين لم يحصلوا على النجومية نفسها كلاعبين لكنهم يمتلكون شهادات تدريبية “حقيقية” وصنعوا لأنفسهم عقولاً فنية لكنهم ما زالوا ينتظرون نصف فرصة النجم المعتزل ليصنعوا فرقاً نموذجية!.
في الأردن، درجت أيضاً موجة الرهان على اللاعب النجم وبينهم نادي الوحدات الذي بدّلت إدارته هذا الموسم أكثر من مدرب دون أن تعرف الصبر أو الاستقرار الفني!!.
الوحدات الذي تعاقد مع لاعبه المعلم رأفت علي أو “البيكاسو” لم يقو على المنافسة وابتعد عن المنافسة في الدوري الأردني بتأخره عن الحسين إربد المتصدر بفارق 12 نقطة وعن غريمه الفيصلي “الوصيف” بـ5 نقاط!!.
لكي تعرف قيمة مدربك وقدراته الذهنية، راقب طريقة تعاطيه مع المباريات وراقب شكل الفريق وتمعن في تبديلاته وقدرته على استخراج طاقات اللاعبين وضعه تحت مجهر متغيرات المجريات وأدرس ردة فعله ومدى قدرته على تبديل الحال!.
شاهدنا الوحدات في “الكلاسيكو الأخير” مفكك الخطوط، بعيد عن “الفورمة”، دفاعه مشتت، وعدد كبير من لاعبيه خارج نطاق الخدمة! دون أن يكون لرأفت تأثير إيجابي لتوجيه “القارب الأخضر” إلى بر الأمان، ويخرج المدرب بتصريح يعكس واقع النادي وإدارته بقيادة بشار الحوامدة قائلاً: “المنافسة على الدوري صعبة”!.
أسئلة نوجّهها إلى إدارة الوحدات: لماذا انضم مجلس الإدارة إلى قائمة الأندية “الهاوية” لتبديل المدربين؟ هل تحول النادي الكبير إلى حقل تجارب لمدربين يبدو أن المنصب أكبر منهم والحمل ثقيل عليهم؟ كم يحتاج الجمهور الأخضر من وقت لغسل عيونه مما يراه ويسترد بصره برؤية وحدات حقيقي منافس أداء ونتائج؟!.
*إعلامي أردني يعمل في الإمارات – سبق له العمل في جريدة العرب اليوم