التمسك بالفاشلين إلى متى ..؟!!
صالح الراشد
تتمسك الرياضة بالفاشلين وترتقي بهم من منصب لمنصب أعلى على أمل أن يتطورا قبل تطور الألعاب، وهذا أمر يتعارض مع طبيعة الأمور التي قالت عنها العرب: ” انك لا تجني من الشوك العنب”، لكن في الرياضة فان الامر يختلف فمن تقول عنهم الاتحادات القارية والدولية انهم مبدعون يتم نفيهم في بلادهم بعيداً عن المناصب، حتى لا يُظهروا عجز المتسلقين الذين ثبتوا جذورهم وجعلوا التعليمات والأنظمة تسير في ركبهم.
والكارثة ان هؤلاء يتكاثرون كالدودة الشريطية المعروفة باسم “سي إليغانز” التي تضع خمس بيضات في كل ساعة، لنجد تكاثر متسارع هذه السلالات في شتى الاتحادات العربية الفاشلة ويسيطرون على مقاليدها، وظننا أن هذه العدوى لن تنتقل لمجالات أخرى، ليخيب ظننا حيث وجدناهم يصولون ويجولون في عديد الأندية العربية ويتحكمون بمصيرها معتقدين أنهم مُخلدون ولن يقتلعهم أحد من أماكنهم حتى القوانين والأنظمة التي تتغير حسب رغباتهم،
وانتقلت العدوى للاتحادات القارية والدولية التي يسيطر عليها مجموعات أو عصابات لن يغادروا إلا بالموت أو قرارات قضائية، فرئاسة الاتحادات الدولية ثابتة لا تتغير وكذلك اللجنة الأولمبية الدولية، وكل منهم أحاط نفسه بمجموعات تعتبرهم المثل الأعلى في السيطرة والسطوة والتمسك بالمناصب، لتبقى الوجوه ثابته والتطور بطيء محدود، كونهم يعتقدون انه إذا سار التطور بسرعة ستكون مغادرتهم أسرع.
ولا تمتلك غالبية اللجان الأولمبية والاتحادات والأندية العربية استراتيجيات واضحة المعالم محددة الأهداف، كما لا يوجد مراحل للتقييم ليسيروا على غير هدى، فيما يتخذون من وعودهم صعبة التحقيق وخطبهم النارية طريق للبقاء بفضل قدراتهم المميزة في الخداع والتلاعب بقيمة النتائج الهلامية التي يضخمونها حسب رغباتهم، ليبقى الحُلم بالتغيير صعب المنال ويصل لمرحلة العنقاء والخل الوفي.
آخر الكلام:
الرياضة هي الأمل الأخير في تداول السلطات، وصناعة أجيال تتقبل المحاسبة والتقييم في عالم يعشق الدكتاتورية والسيطرة المُطلقة، لنجد ان العديد من القيادات الرياضية الجديدة حققت انجازات فشل عن تحقيقيها الفاشلون.