صالح الراشد يكتب…..الوحدات ….انتحار جماعي أم ماذا..!!
صالح الراشد
ستادكم نيوز -يشدني الممثل المصري أحمد زكي وأعشق جميع أفلامه، وبالذات فيلم “أيام السادات”، فحين تقدم كبار قيادات الدولة باستقالاتهم لإسقاط السادات، قال السادات كلمة تؤرخ وتعتبر نبراس للعاملين في الادارات وقال: ” دول يجب أن يتحاكموا بتهمة الغباء السياسي، دول لو كانوا أعلنوا استقالتي وهم في مكاتبهم كانت النتيجة تغيرت”، وهذا ما جرى في الوحدات، فقدت تمت الموافقة بالاجماع على مشاركة الوحدات في دوري أبطال اسيا ومقابلة فريق أهلي دبي، وما هي إلا لحظات حتى بدأت الاستقالات تتوالى عبر العالم الافتراضي “الفيسبوك”، وهو ما يعتبر انتحار إداري، إذ كيف توافق على قرار قبل لحظات ثم تستقيل بسبب الموافقة على القرار، ولن ينطلي مصطلح “لأسباب خاصة” على جماهير الوحدات الذي برروا فيه استقالاتهم.
لقد كان بامكان من استقالوا أن يستقيلوا قبل اتخاذ قرار المشاركة، وحينها سيتم حل مجلس الادارة ويخرجوا منتصرين لآرائهم، لكن ما جرى أمر يثير الريبة والشكوك في النفوس، وربما هذا هو المطلوب من البعض بحيث يوافقوا على القرار ليجعلوا الشارع الرياضي يعتقد ان هناك جهات عليا تمارس الضغط على مجلس الادارة، ثم يستقيلوا ليظهروا بأنهم يتخلصون من عبء كبير واسقاط مجلس الادارة وأنهم أبرياء من القرار ولا يتحملون عواقبه ويقدمون أنفسهم على أنهم المنقذون، لكن دعونا نفكر بصوت مرتفع، إذا كانت هناك ضغوط عُليا وقوية على مجلس الادارة للموافقة على خوض اللقاء وتغيير موقفهم من أقصى إلى أقصى وقد انصاعوا، فلا يستطيع من مارسوا عليهم الضغوط لتغيير قناعتهم أن يمنعوهم من الاستقالة بممارسة الضغط ذاته ، ليظهر لمن يفكر ان قصة ممارسة جهات متعددة الضغط على إدارة الوحدات أمر غير قابل للتصديق، وأنها مخرج البعض للموافقة ثم تمثيل دور البطولة لعل المخرج والمُنتج وهما الهيئة العامة يمنحوهم دور جديد في الانتخابات القادمة.
القصة ومنذ يومها الأول تم تضخيمها للفتك بالوحدات وليس بمجلس الادارة فقط، وانساق الكثير من العوام خلف شعارات براقة خادعة لا مجال لتصديقها عند أصحاب الفكر، فمن قال ان التعامل مع المُطبع تطبيع؟، ومن تجاوز القانون الأردني وأراد صياغة قانون جديد؟، ومن سارع لنشر القصة في وسائل التواصل لتعقيد موقف مجلس الادارة ؟، ومن أراد أن يظهر بثوب البطل والقائد المُلهم الذي تصفق له الجماهير حتى لو احترق الوحدات ولو دُمر المعبد على رأس من فيه؟، لقد كان بالامكان حل القضية في جلسة هادئة لمجلس الادارة، لكن حينها لن ترى جماهير الوحدات بطولاتهم لينقلوا القضية للعلن وتكون النهاية أليمة لهم، فيما النادي صامد الأركان وجماهيره في تزايد مستمر.
القضية لم تنته، وسيبقى البعض يتعامل معها على طريقة قميص عثمان، على أمل الوصول لرئاسة النادي في عصر يعاني فيه المجتمع من غياب الفكر وتصدر البلهاء المشهد، كما وصفهم الكاتب الفيلسوف الإيطالي أمبرتو إيكو حين قال: “إن أدوات مثل تويتر وفيسبوك تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ، دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً، أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل، إنه غزو البلهاء”، وهذا ما يجري حالياً بالوحدات حيث يعبث البعض بتاريخ وقيمة الوحدات غير أبهين بمستقبل النادي ورسالته التي ستنتهي وتضمحل في حال امتثال الادارة لرغباتهم ورغبات من يُسيرهم.
آخر الكلام:
المواقف تُظهر معادن الرجال، فمن يبحث عن “الشعبويات” سُرعان ما يتكشف، ومن يُريد مصلحة النادي ستظهر رؤيته ولو بعد حين، وصدق من قال: “ويل لأصحاب الرؤى البعيدة ممن قَصُرَ نظرهم”.