صالح الراشد يكتب…هؤلاء تخلوا عن أدنى مراتب الإنسانية في وداع حمد ..
صالح الراشد
ستادكم نيوز – تجاوزوا حدود الاعراف والأخلاق، هاجموا بلا هوادة ودون دليل، نشروا إساءاتهم عبر صفحاتهم على وسائل التواصل محاولين لعب دور البطولة، رغم أننا كنا نتوقع أن تكون لهجتهم أفضل وحديثهم أرقى في وداع المدير الفني للمنتخب الاردني لكرة القدم، العراقي عدنان حمد الذي قدم الكثير لكرة القدم الاردنية على مدار سنوات طوال، لكنهم رفضوا الوصول لأدنى مراتب الإنسانية وتقاطروا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالاساءة لحمد، واتهموه بالعديد من التهم الباطلة والتي يروج لها مجموعة من المستفيدين من التغيرات التي تحدث في الاتحاد، فيما آخرون يسيئون للمغادرين ويرقصون ويهللون للقادمين على أمل أن يحققوا أي فائدة حتى لو الجري وراء الكرات الطائشة.
وللانصاف فان حمد عاد لتدريب المنتخب ليجد أمامه أجندة كروية كارثية لا تخدم المنتخبات ولا الأندية، فقرر العودة للأصل وهو ما أغضب من وافقوا على المهزلة السابقة وروجوا لها، وبالتالي عبث بعش الدبابير وكان عليه أن يتحمل لسعها، وحين بدأ بتشكيل المنتخب تمت مهاجمته على أي قرار يتخذه حتى لو كان صائباً، فاتهموه بأنه يعتمد على الوجوه القديمة رغم ادخاله مجموعة كبيرة من اللاعبين الجدد في تشكيلة المنتخب، وحين سقطت حجتهم الواهيه هاجموه بسبب أعمار اللاعبين، وكأن على حمد أن يختار جميع اللاعبين دون سن الخامسة والعشرين، ليضحك خبراء اللعبة من هذا الانتقاد الهزلي.
استمرت الانتقادات تطارد حمد فاتهموه بضعف الخبرة لأنه لم يستدعي لاعبين اثنين ظهرا في بطولة الدرع، وهي البطولة التي لا تعتبر ركيزة في خيارات مدرب المنتخب كون غالبية الفرق تخوضها لتجربة فرقها ومعرفة بواطن ضعفها وقوتها، كما يغيب لاعبون كثر عن الفرق وهذا يعطي البعض فرصة للتألق الذي قد يختفي في الدوري بسبب كثافة اللاعبين المميزين، وهنا وجد الناقدون أنهم بلا سند في انتقاد حمد، ورغم ذلك بحثوا عن سبب مجهول بأنه طالب براتب خيالي، وهذا أمر نفاه حمد والاتحاد كون مباحثات تجديد العقد لم تكن قد بدأت، ليسقط الجدار الوهمي الأخير عند المنتقدين دون دليل، وهو ما أسقط المنطق والعقل في الانتقاد، أما المصيبة الأكبر فان الغالبية العظمى من المنتقدين لم يمارسوا كرة القدم كلاعبين أو مدربين أو حكام، وخبرتهم الوحيدة تشكلت من خلال مشاهدة المباريات عبر الشاشة التي لا تمنحهم الحق بالحديث كخبراء التدريب.
وإنصافاً الكابتن حمد فقد قدم كبير وقاد المنتخب للتقدم في التصنيف العالمي، وغادره وهو في موقع ملائم لخوض نهائيات آسيا وتصفيات كأس العالم، مما يذكرنا بقيادته للمنتخب حين كنا رقم آسيوي صعب للوصول للملحق الآسيوي للمرة الأولى في تاريخ الكرة الاردنية، وأكمل حينها المصري حسام حسن الطريق، واليوم يكمل مشواره الصعب الذي بدءه حمد باخلاص ومثابرة، المدرب المغربي حسين عموتة لعله يكمل مسيرة المنتخب على ما بناه حمد.
آخر الكلام:
تأسرني كلمات الكاتب والفيلسوف الايطالي أمبرتو إيكو إلى شبكات التواصل الاجتماعي، حين قال إن أدوات مثل توينر وفيسبوك “تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ، دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً. أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل. إنه غزو البلهاء”.