الراشد يكتب..الكرة الأردنية “19” مدرب في “23” عام .. والأسباب مجهولة…صور
صالح الراشد
ستادكم نيوز -يستغرب البعض سبب تراجع مستوى المنتخب الاردني بكرة القدم رغم وفرة النجوم الذين يبدعون في الأندية الخارجية، ويسوقون العديد من الأسباب فيحملون الأندية سبب التراجع تارة وأجندة الاتحاد تارة اخرى، لكن عدد قليل من أصحاب الخبرات يحملون مجلس إدارة الاتحاد جريرة ما يجري بسبب التغيرات المستمرة للمدربين، حتى بلغ عدد المدربين في القرن الأخير رقم قياسي يصعب على أي اتحاد تحطيمه، فقد تعاقد الاتحاد خلال “23” عام مع “19” مدرب بمعدل مدرب كل “17” شهر، وهذا يظهر عدم وجود صبر لدى الاتحاد على ترجمة خطط المدربين، وعدم وجود خطة متفق عليها مع الأجهزة التدريبية مما جعل العمل على أساس “البيع بالمفرق وليس بالجملة”، مما يظهر أن الخطأ ليس في المدربين بل بمجلس الادارة واتحاد اللعبة والتنفيذين الذين يرسلون رسائل خاطئة عن المدربين، لنجد أنه تم التعاقد مع مدرب لمدة “13” يوم، وهي حالة قد تدخلنا كتاب جنيس للأرقام القياسية، وتولى تدريب المنتخب “4” مدربين من الاردن ومدربين من انجلترا وبلجيكا ومصر وصربيا، ومدرب واحد من مدرب واحد من الامارات والمغرب والارجنتين وبلجيكا والعراق، فيما تولى أحمد عبدالقادر تدريب المنتخب مرتين وأكمل فترة فيتال، وقاد العراقي عدنان حمد المنتخب مرتين.
وبدأت سلسلة التغيرات مع إنهاء عقد المدرب الوطني الاردني محمد عوض بتاريخ “8-4-2000” إثر تعادل الاردن وقطر في تصفيات كأس آسيا، ولم يشفع له تتويج المنتخب بذهبتي بيروت وعمان في الدورة العربية، وحل مكانه الارجنتيني ريكاردو الذي توفي عقب ذلك في أحد فنادق سويسرا، ثم برانكو الصربي الذي قاد المنتخب ضد أوزباكستان وسجل يومها عصام أبو طوق الهدف الأجمل للمنتخب، وتلاه الصربي برانكو سميليانيتش الذي كان أول من يقوم بتنظيم برنامج مباريات المنتخب لسنة كاملة ،ثم جاء المدرب القدير المصري محمود الجوهري من تاريخ “2-3-2002” ولغاية “30-7-2007″، وهو صاحب أطول فترة تدريب للمنتخب الأردني ولم يغادر عمله في الاتحاد الاردني وتحول إلى مستشار ومخطط عام للكرة الأردنية حتى توفي في العاصمة عمان، وتولى المهمة بعده البرتغالي نيلو فينجادا من تاريخ “18-8-2007” ولغاية “1-2-2009” ولم يقدم ما يقتنع به الجماهير والخبراء، تلاه العراقي عدنان حمد من تاريخ “5-2-2009 ” وغادر بتاريخ “20-6-2013” وكان منتخب النشامى من الوصول لكاس العالم، ليتولى المهمة المصري حسام حسن من تاريخ “25-6-2013” ولغاية “30-7-2014” وحقق نتائج ايجابية ووصل للملحق العالمي لكأس العالم، ثم عاد الاتحاد للمدرب الاردني وتعاقد مع أحمد عبد القادر من تاريخ “17-8-2014” ولغاية “17-9-2014”.
التغيرات استمرت ولم تتوقف وتم التوجه صوب المدرسة الانجليزية والتعاقد مع المدرب سيء السمعة رآي ويلكنز من تاريخ “18-9-2014” وغادر بتاريخ “20-2-2015″، ثم عاد اتحاد اللعبة للمدرب الأردني أحمد عبدالقادر من تاريخ “22-2-2015” وانتهي بتاريخ “5-1-2016″، ولم تتوقف مغامرات الاتحاد فتعاقد مع المدرب المتهم بالتلاعب بنتائج المباريات البلجيكي بول بوت ليبدأ عمله بتاريخ “12-1-2016” وانتهي بتاريخ “16-6-2015″، وحانت التجربة الاكثر غرابة في تاريخ الكرة وتمثلت بالتعاقد مع الانجليزي هاري ريدناب من تاريخ “16-3-2016” ولغاية “30-3-2016” واشرف على تدريب المنتخب في لقائي الاردن مع بنغلاديش انتهى فوز الاردن “8-0” وخسارة كبيرة أمام استراليا بنتيجة “1-5″، ليختار مجلس الادارة الأردني عبد الله ابو زمع، والذي تسلم زمام الأمور بتاريخ “17-3-2016” ولغاية “17-11-2016″، لكن مهمته لم تكتمل وانتهت سريعاً.
التغيرات والتعديلات استمرت ليكون التعاقد مع المدرب الخالي من الخبرات في البطولات الكبرى الاماراتي عبد الله المسفر من تاريخ “14-2″2016” ولغاية “20-10-2-17″، ليكون البديل بمدرب يحمل خبرة أكثر من سابقة ولاحقه وهو الأردني جمال ابو عابد من تاريخ “21-10-2017” ولغاية “19-9-2-2018″، ويبدو ان ابو عابد نال سخط العاملين في الاتحاد ليتم إقالته وهو في الطريق للملعب لقيادة المنتخب، ومنحت المهمة للبلجيكي فيتال بوركيلمانز من تاريخ “9-19-2018” وليكمل المهمة أحمد عبدالقادر لغاية “16-6-2021″، وبعده تم التعاقد مع العراقي عدنان حمد في تجربته الثانية من تاريخ “26-6-2021” والغاية “26-6-2023” ، وكان الهدف منها إصلاح الأخطاء الكبيرة التي تسبب بها مدراء اتحاد اللعبة والمدرب السابق، وعمل حمد في فترة صعبة بعد تعديل أجندة المسابقات التي أعادها لما كانت عليه، ويبدو أن الاتحاد قد تأثر بوسائل التواصل الاجتماعي التي هاجمت حمد بسبب ما قيل عن راتبه وعدم ضمه لاعب أو لاعبين لصفوف المنتخب، ليكون القرار بعدم التجديد مفاجيء للمتابعين كونه جاء قبل نهاية العقد بايام قلائل وليس قبل اشهر، وأكمل اتحاد اللعبة مسلسل التعاقدات بإبرام عقد مع المدرب المغربي حسين عموتة بتاريخ “26-6-2023” ولا يمكن لأحد أن يتكهن لمتى.!!
ويسير الأردن على طريق المنتخبات الخليجية في حيث أن بقاء المدرب مرهون بخسارة مباراة أو غضب المتنفذين، فيما لا تزال المنتخبات الأوربية تعمل بثبات لنجد ان عدد المدربين الذين أشرفوا على منتخب المانيا في القرن الجديد “4” مدربين وهم رودي فولر خلال الفترة “2000-2004″، يورغن كلينسمان “2004-2006” ويواخيم لوف “2006 -2021” وهانسي فليك “2021- “، فيما تولى مهمة تدريب منتخب انجلترا “6” مدربين، فقاد إريسكون منتخب الأسود الثلاثة من “2001-2006″، ستيف ماكلارين “2006 -2007″، فابيو كابيلو “2008-2012” ، روي هدجسون “2012 -2016” –سام الارديس “2016” وغاريث ساوثغيت “2016 ولغاية الان”.
ويبدو ان الكرة الأردنية لم تجد طريقها للتطوير رغم وجود لاعبين حالياً يعتبرون الأفضل في تاريخ الكرة الأردنية، ولن يتمكن الاتحاد من الاستفادة منهم اذا بقي في مرحلة التغير والتبديل السريع لأي سبب، كما يبدو ان الاتحاد لا يملك استراتيجية واضحة للعمل وهو ما ينعكس على عمل المدربين، حيث لا يوجد خطط واضحة المعالم ولا يوجد مراحل للتقييم يتم خلالها علاج الأخطاء ومواصلة الطريق، لذا يتوقع العديد من خبراء اللعبة بأن يقدم المدير الفني الجديد عموتة إضافات كافية للارتقاء بالمنتخب، فيما يتوقع البعض ان يحقق ما حققه الجوهري من ارتقاء لمستوى المنتخب في حال عمل دون ضغوط وتدخلات من القائمين على الاتحاد، واذا لم يرتجف من النقد وبالذات من وسائل التواصل الاجتماعي الجاهزة للنقد بسبب أو دون سبب.
ويعاني اتحاد الكرة من نقص واضح في الخبرات بعد تفريغه من غالبية المميزين في التدريب والمحاضرين والإداريين، ليتم الاعتماد على مجموعات لا تملك خبرات كافية، لتكون المحصلة واضحة للجميع وقبل بدء العمل، مما يعني ان على اتحاد اللعبة البدء من جديد باستعادة أصحاب الخبرات لقيادة المنظومة، وهذا أمر قد يرفضه بعض المتنفذين في الاتحاد كون سطوتهم ودورهم سيتوقف أمام أصحاب الخبرات المتراكمة، فهل يتم التعديل الشامل أم سيقى الاتحاد يعتمد على تغير المدربين كعلاج للأعراض دون أن يقترب من معالجة الأسباب الرئيسية.؟!!
المحصلة
لا يعلم أحد لماذا يتم إقالة مدربو النشامى ولا سبب استقدام مدربين جدد، فلا يوجد استراتيجية واضحة يتم تطبيقها، ولا يوجد مراحل للتقييم بوجود خبراء مختصين، مما يعني ان الضياع مستمر .
**المغربي عموتة في اختبار صعب وأمامه خياران.