ثقافة الفوز والخسارة!
محمد جميل عبد القادر
ظاهرة رياضية إيجابية تعبر عن الثقافة الرياضية والروح السمحة وسلوك حضاري مشرف، نشاهدها في ملاعب كرة القدم خاصة الأوروبية؛ حيث تتعرض فرق كبيرة عريقة لهزائم كبيرة من فرق واعدة أو من الأقل قوة وخبرة وعراقة، ومع ذلك ورغم هذه الهزائم القاسية أحيانا، يواصل مشجعو الفرق الكبيرة والصغيرة الخاسرة تشجيعها منذ اللحظة الأولى لبدء المباريات وحتى نهايتها.
لا نجد إلا نادرا جدا زجاجات الماء أو الحجارة تتطاير للتعبير عن الغضب، بسبب خسارة مستحقة أو غير مستحقة، هذا بالإضافة للهتافات الجارحة في أحيان أخرى، كما يحصل في العديد من الدول العربية.
من حق كل إنسان أن يكون له فريق يشجعه ويدعمه ويقف إلى جانبه وقت الربح أو الخسارة، مهما كانت أهمية المباراة أو البطولة. إنها ثقافة يجب أن يتعلمها الإنسان في المنزل والجامعة والمدرسة والشارع، لأن الرياضة يجب أن يسودها قبول مبدأ الخسارة والربح أو ما يطلق عليه التنافس الشريف.
لهذا نرى الفارق في المستوى بين الدول الملتزمة بالروح الرياضية والأخرى التي تسيء لهذه الروح. هناك عوامل كثيرة تؤثر في سلوك الناس وتفرض بعض العادات والتقاليد والسلوك غير المرغوب فيه، لكن الأساس أن نتعلم من الرياضة كيف نحترم أهدافها وقيمها الإيجابية التي توفر السعادة للإنسان الملتزم بأخلاقياتها. نتوق شوقا للفرق الكروية الكبيرة ونجومها الذين يغرسون السعادة والمتعة فينا، وننتظر مشاهدة مبارياتهم باهتمام لا حدود له، ونهرب من المباريات التي يتوقع أن يرى الإنسان فيها الشغب والعنف والشتائم والمستوى المتدني.
*رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية