دكتور فايز أبو عريضة يتذكر….صورة وحكاية تاريخ
أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – عندما التحقنا بالمعهد العالي للتربية الرياضية بابي قير بالاسكندرية في عام 1965 كمبعوثين من وزارة التربية والتعليم لدراسة درجة البكالوريس ,تزاملت لسنوات مع الصديق جابر عبدربه الذي لعب معظم الالعاب الرياضية وابدع فيها ،وكان يمتلك قدرات بدنية عالية وتفوق علينا جميعا ،وحقق ارقاما قياسية في العاب القوى في الوثب والرمي والعشاري على مستوى جمهورية مصر العربية بتدريب ورعاية الدكتور زكي درويش المدرب ومدرس مساقات العاب القوى في تلك الفترة ،وكان لاعبا في المنتخب الوطني الاردني للكرة الطائرة ومدربا للمنتخب الوطني الاردني لالعاب القوى .
وفي صيف عام 1968كنا في اجازة صيفية قبيل السنة الرابعة والاخيرة، وتواجدت على ملعب كلية الحسين في عمان لاشاهد الامتحانات العملية والمقابلات التي كانت تجريها سنويا وزارة التربية والتعليم لاختيار المبعوثين في التربية الرياضية قبل افتتاح مضمار وملاعب مدينة الحسين للشباب ،والتي افتتحت في صيف ذلك العام1968 بلقاء المنتخب الوطني الاردني لكرة القدم والمنتخب القومي المصري وبرعاية المغفور له باذنه تعالى الملك الحسين ابن طلال طيب الله ثراه ،وكان في اللجنة انذاك الاستاذ محمد جميل موسى (ابو الطيب )الرياضي ورئيس هيئة رواد الحركة الشبابية والرياضية والغني عن التعريف ،والمرحومين الاساتذة منير عمر وممدوح خورما ونظمي السعيد ،وكلفوني ببعض المهام البسيطة للمساعدة في الاختبارات العملية.
وفي ذاك اليوم واعتقد انه في شهر تموز يوليو1968 لفت نظري شابا قمحي اللون وصاحب بنيان وعزيمة قوية وصلبة ،وتصدر سباق المسافات الطويلة وبعد الانتهاء من الاختبارات ، وفهمت من انطباعات اللجنة بانه يحتل المركز الاول ومرشح بقوة للابتعاث ،واقتربت منه وهو يستعد للمغادرة، وهمست في اذنه بان اللجنة بصدد ترشيحك للبعثة وهم اصحاب القرار في وزارة التربية والتعليم انذاك .
ونصحته عند الحضور الى القاهرة لاجراء اختبارات القبول ،بان يطلب الالتحاق بمعهد الاسكندرية بابي قير تحيزا مني للمعهد الذي ادرس فيه وتعرفت على اسم هذا الشاب (هاني فريد الربضي)من عجلون التي اعشق مرتفعاتها ورايت نفسي فيها نظرا لتشابهها مع البيئة الجبلية التي نشات ودرست فيها في مرتفعات الخليل وقمم دورا تحديدا .
وتم ابتعاث هاني الربضي لاعب كرة السلة وبطل المسافات الطويلة ومسابقات الضاحية المدرسية ،وقبل النصيحة والتحق بنا في المعهد العالي للتربية الرياضية بابي قير بالاسكندرية والتقينا ،وتذكرنا اللقاء الاول ،وانقذني في تلك الفترة من صعوبة تفسير بعض المفردات التي كنت استخدمها مع الزملاء في المعهد من بلدات ومدن عدة على ضفتي الاردن الذين كانوا يعتقدون انها مفردات خاصة بي (مثل القيقب وهي اشجار حرجية تنبت في مرتفعات عجلون والخليل .
والتقينا في الاردن في العمل وذهبنا الى الدوحة بقطر عام 1975للعمل سويا في مدارسها ،وهذه الصورة التي تجمعنا مع الصديق والبطل العملاق جابر عبد ربه في الدوحة بقطر وسكنا ثلاثتنا سويا ،واختار هاني المغادرة بعد ثلاث سنوات للالتحاق بجامعة اليرموك ،وتبعته بعدها بسنة تقريبا الى جامعة اليرموك ،وبعد الابتعاث والدراسة حيث ابتعث هاني الى الولايات المتحدة وانا الى الاتحاد السوفياتي ،والتقينا مرة اخرى في اليرموك المنارة .
ومكثنا فيها عقودا طويلا ولا زالت وستبقى ان شاء الله العلاقة الاخوية والاسرية قوامها المحبة والوفاء والاحترام ،وستبقى كذلك الى ان يقضى الله امرا كان مقضيا ،واما صديقنا المشترك جابر عبد ربه والرفيق والطيب والانيق في حديثه وخفيف الدم في حضورة اختار طريقا اخر لحياته ،وأمنياتي له ولكل من خدمنا بمعيتهم ،ولكل من اجتمعنا بهم في محطات الحياة في الدراسة والعمل موفور الصحة والسعادة والحياة الكريمة.
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك