الرياضة .. سلاح فلسطيني مؤثر..
صالح الراشد
يبذل الكيان الصهيوني جهوداً حثيثة لسلب تاريخ فلسطين وثقافتها كما سلب أرضها وخيراتها، وحاولت العديد من الجهات الترويج لفلسطين وإثبات تاريخها ووجودها، لكن الكيان الصهيوني بقوته كان يسيطر على القرارات التي تصدر في النهاية لصالحه، وهنا وجدت السياسية الفلسطينية أنها في مأزق بمواجهة عالم مارق يقف مع الظالم ولا يعترف بحقوق الآخرين، لذا كان لا بد من التحرك الفلسطيني بأكثر من اتجاه، لتشكيل قوى ضاغطة بقوة ناعمة لا تجعل دول القهر العالمي تقف مع الكيان الصهيوني، وحتى تصل رسالتها لجميع دول العالم ومنظمات المجتمع المدني الدولية، لتشكيل قوى ضاغطة على منظمات الأمم المتحدة للإنتصار لقضية لا تجد من يدعمها سياسياً إلا عدد قليل من دول الجوار والعالم.
لتركز القيادات الفلسطينية على الرياضة كسلاح تغزوا به العالم لإثبات الحق الفلسطيني، ولإظهار ما يتعرض له أبناء فلسطين الصامدين على تراب وطنهم من قهر وظلم وعنت صهيوني، لتبدأ الحركة سريعاً وبقوة بعد أن تولى الفريق جبريل الرجوب ملف الرياضة الفلسطينية وهو السياسي المحنك، لتأخذ العجلة في الدوران ويبدأ إسم فلسطين في محافل كرة القدم في الارتقاء والارتفاع، وهو أمر أزعج الإدارة الصهيونية وبالذات بعد موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم على اعتماد الملعب البيتي الفلسطيني، والذي تم دعم مشاريعه من قبل الاتحادين الدولي والآسيوي، وهو ما فتح الباب أمام الاتحاد الفلسطيني لاستضافة العديد من البطولات واللقاءات التنافسية في فلسطين، مما شكل اعتراف دولي يفوق اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كدولة مستقلة.
وهنا وجد الكيان الصهيوني نفسه في مأزق، فهو غير قادر على حجب الرياضة الفلسطينية ومنع لاعبيها من رفع علم وطنهم، ولا يمكنهم حجب السلام الوطني الفلسطيني في المحافل والبطولات المختلفة، كما يستحيل عليهم وقف التفاف الجماهير حول فلسطين ورفع علمها في مدرجات المشاهدين، كما حصل في كأس العالم الأخيرة في قطر، ليكون الصراع في هذا المجال أقرب لانتصار فلسطيني بقوة ناعمة تدخل القلوب والعقول بكل هدوء، ولتنجح القوة الناعمة بالتحول التدريجي لتصبح سلاح فتاك ساهم في اعتراف عالمي متزايد بفلسطين وانتقال الإيمان بها بالتواصل المشروع، وتحت أنظار الصهاينة الذين يحاولون محاصرة فلسطين رياضياً، لكن محاولاتهم تفشل في ظل شرعية الرياضة وحرية ممارستها للجميع دون استثناء.
آخر الكلام:
الرياضة الفلسطينية تسير بثقة وأبطالها يتزايدون ودعوات المشاركة لهم في تزايد مستمر، مما يشير إلى أن الاعتراف يتزايد، وهذا هو المطلوب في مرحلة تميل فيها جميع القوى لصالح الصهاينة.