أغلقوا أبوابكم.. لا نريد حتى سماعكم!!
محمد الحتو
ستادكم نيوز – أنديتنا لا تتعلم.. جماهيرنا محتقنة.. كرتنا قنبلة موقوتة تنفجر في أي لحظة.. رياضتنا بحاجة إلى ثقافة.. إدارات الأندية أضعف من أن تقف في وجه لاعب أو إداري أخطأ… أما اتحادنا فلم يكتف بأزماته المحلية بل برع في تصديرها للخارج بأقبح الصور!!.
المشاركات السابقة في بطولة فلسطين كانت تنذر بالخطر لكن المسؤولين في الأندية والاتحاد كابروا وأغمضوا أعينهم، وأظهروا وجوهاً توزع الابتسامات الكاذبة وتتجمل بالكلمات الودودة الرنانة، فيما الضغينة مكتومة حتى بين العقلاء!!.
أي كرة قدم أردنية هذه؟ أي لاعبين يتعاركون في بطولة يفترض أنها ودية ولها رمزيتها؟ جمر القلوب ونفوس تضمر الشر بناديين يظنان أن الحياة لن تمضي دونهما فيما هناك رمثا وحسين وجزيرة وشباب أردن وأندية أخرى لا يضجر الرأس معها ولا تحمل تلك الأفكار البائسة والمسمومة!.
للاعبي الوحدات والفيصلي نقول: إذا كنتم غير قادرين على احترام قمصانكم، أغلقوا الأبواب على أنفسكم ولا تخرجوا لتدنيس أراضٍ ارتوت بدماء شرفاء، فيما تركضون في ملعب بلا فن ولا تكتيك ولا روح ولا حتى أخلاق..
كفانا فيصلي ووحدات، وآن الأوان لاتخاذ موقف تجاه ناديين لم يجلبا سوى صداع لا ينتهي، والتاريخ يشهد على أن التنافس بينهما خارج نطاق السيطرة فيما لا ندري ما يخبئ المستقبل لشبابنا الكروي في ظل البيئة الرياضية الفاسدة!.
يخرج البعض بفم ملآن ويقول: الشرارة بدأت من لاعبي الفيصلي، وآخرون: التصعيد من لاعبي الوحدات، والجماهير رمت زجاجات المياه على الفيصلاوية، والملعب غير مؤمّن كفاية!!.
مهما كانت التبريرات وتبادل الطرفين الاتهامات، هناك سؤال: إلى متى سنبقى نتابع محاولات تقطيع النسيج الواحد؟ الكرة باتت تدمر مجتمع وتسلب أخلاق وتهين بلاد وتخدش حياء أسرٍ وعائلات وتخرق الشتائم كل آذان، كيف لا؟ فالحقيقة كاملة واضحة لا مجال لطمسها فيما مواقع التواصل في طريقها لكسر صمام الأمان؟.
إذن: هل من عاقل يتدخل ولو بالقوة؟ في الحارة، كنا صبياناً ناقمين على ذلك الجار “الختيار” الذي أمسك كرتنا وعطبها بعد أن اشتبكنا وصحنا وشتمنا، لكننا بعدها أدركنا قيمة ردة فعله بتدخله الصارم لحل أزمة إذ حافظ على عين شاب وكسر حدة العداء ورطّب الأجواء وهذّب جيلاً من التمرد وكبح كل من حاول خرق القواعد والأصول..
كان هنالك قرار وإرادة من الكبار لحل أزمة.. اليوم يلزم ظهور ذلك الختيار ليقول كفى عبثاً بحارات ومدارس ووطن؟!.
*إعلامي أردني يعمل في الإمارات – سبق له العمل في جريدة العرب اليوم